لا تدفع مال - الأهرام اليومي

لا تدفع مال - الأهرام اليومي


فاطمة عمارة
اعتادت اعيننا ان ترى فى كل اشارة مرور ثلاث او اربع متسولون.. فهذه امراة تدفع ابنها بكرسى متحرك ويبدوا عليه امارات الاعاقة الذهنية وتطلب المساهمة فى العلاج .. وهذا مريض بالشلل الرعاش وثالث لص تائب يعرض عليك الكتب الدينية وبمجرد ان ترفض الشراء وتشكره يذكرك بنفسه انه اللص التائب.
وتطورت اساليب التسول فاصبح كل منهم يمسك بضع علب مناديل او سبح وفى المواسم العرائس والعاب الاطفال لتلك المناسبة .. كباعة متجولون إلا انهم فى الحقيقة متسولون فالبائع يعرض بضاعته قبلتها او انصرفت عنها ولكن ستجد اغلبهم يلتصق بسيارتك كانها الوحيدة الموجود فى الشارع ويبدأ فى الحديث عن ظروفه واحواله فى استجداء واستعطاف.
لفت نظرى حمله على الانترنت شنها الشباب فى الهند بعنوان " لا تعطى المال" وركزت الحملة فى شرح اسبابها.. فالاطفال بين يدى المتسولين ليسوا اطفالهم بل هم اطفال مخطوفة من اهلهم او تم ايجارهم من عصابات متخصصة فى ذلك ويتم تخدير الاطفال ليظهروا بهذا المظهر البائس.واكدت الحملة انه توقف الدفع سيوقف التسول وبالتالى عمليات الخطف.
اطلقت ادارة مترو الانفاق فى 2011 حملة مشابة باسم " لا تدفع" على اساس انه سيتم اذاعة نشرات توعيه بالاذاعة الداخلية لمحطات المترو .. فاذا توقف الراكب عن منح المساعدات للمتسول او الشراء من البائع المتجول فسيبحث عن مكان اخر خلاف المترو.. وبالطبع جميعنا يعرف بفشلها فعلى الرغم من استمرار الحملات الامنية إلا ان رواد المترو مستمرون فى الشراء سلع الرخيصة والتى وصلت الى متناول ايديهم.  
وهذه ليست الحملة الوحيدة فهناك حملات تبنتها جمعيات خيرية لحث المواطنين على الامتناع عن دفع أى مبالغ لأى شحات أيا كانت الوسيلة المستخدمة فى الشحاتة و حثهم على التبرع للجمعيات الأهلية والتى تستطيع بالتعاون مع وزارة التضامن معرفة المستحقين من غيرهم .
لا يمكن ان انسى " كامل عبد الشكور " المدير العام بشركة قطاع عام الذى امتحن التسول كمصدر اضافى لدخلة حتى لا يرتشى ، جسده الفنان القدير فريد شوقى بكل صراعته النفسية واصفاً حال الموظفون آن ذاك فى فيلم ( الموظفون فى الارض) .. تغير الزمن ولم يتغير الحال.
لقد بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الانصار وكان مما بايعهم عليه ( لا تسألوا الناس شيئاً ) كما قال صل الله عليه وسلم (لا يفتح الإنسان على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر ، يأخذ الرجل حبله فيعمد إلى الجبل فيحتطب على ظهره فيأكل به ، خير له من أن يسأل الناس معطى أو ممنوعا )
إن التسول مؤشر خطير للتخلف الاجتماعى ينطوى على كثير من الجرائم الخفيه مثل الخطف والسرقة ولن تختفى إلا بوقوفنا فى وجهها والتصدى لها ..فاذا توقفنا عن دفع القليل من الاموال توقف المتسولون وظهر المحتاجون الحقيقيون الذين قال تعالى فيهم (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافاً )


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة