وأد الاحلام

وأد الاحلام

"
نفسك تبقى ايه ؟ " سؤال دائم الطرح عندما نلتقى مع ابناء المعارف
والاصدقاء وهو ذات السؤال الذى يطرح فى اى برنامج متعلق بهم.. احلامهم
وطموحهم يتغير مع سنوات عمرهم المختلفة حتى تبدأ الرؤية فى الوضوح على
اعتاب المرحلة الثانوية والتى يكون الابن او الابنه فيها قد وضع لنفسه
هدفاً او حلماً يسعى الى تحقيقه.
طرح برنامج اذاعى السؤال نفسه فى فقرة الاطفال به ،واثنى الضيف الشاعر
الشاب على تلك الفقرة وبراءة الاحلام واسترسل فى الحديث ليوضح انه نعم
مهندس تخرج فى كليه الهندسة بعد " 15 عاماً " ليحصل على شهادة البكالوريوس
واعترف انه دخل كليه الهندسة فقط لتفوقه وجديته فى الثانوية العامة فحصل
على المجموع الكبير وان والده مهندس فآثر ان يدخل تلك الكلية.
 
ذكرنى هذا الحوار بنقاش سابق دار بين مجموعة من الامهات قررن ان يكمل
ابنائهم الدراسة فى الثانوية الانجليزية (IG) وجلسن يتبادلن الخبرات ممن
لهم السبق فى هذا المجال ولفت نظرى احدهن وهى تسأل " ما هى المواد المطلوبة
لدخول كلية الطب ؟ " وحتى الان الوضع عادى لا غبار عليه ثم اردفت و" وهل
من الممكن ان يأخذ ايضاً مواد كليه الهندسة ؟" فردت عليها ذات الخبرة "
الاتنين مع بعض ؟" وعلامات الدهشة مسيطرة على تعابير وجهها ونبرة صوتها
فاجابتها بكل ثقة " ايوة عشان لو ما لحقش طب يدخل هندسة " استهجن كل الجلوس
من اسلوب التفكير فكيف لمن يفكر فى دخول الطب ان يتحول فجأة الى الهندسة
وبررت انها تعرف اكثر من ابنها وان عليها ان تخطط لمستقبلة.
 
نعتقد ان لنا الحق فى التدخل ورسم مستقبل ابنائنا كما نريد نحن ..كأننا
اتينا بهم الى هذه الدنيا ليكملوا ما بدأنا او يحققوا ما فشلنا فيه .واصبح
اختيار التعليم الاجنبى ليكون مساعداً فى تحقيق هذا فقط وليس لزيادة قدرة
الابناء او صقل شخصيتهم بتعليمهم اسلوب جديد للتفكير. ويعتقد البعض ان له
الحق فى هذا فهو من تعب وصرف واستدان المال وامه من سهرت تذاكر معه وتحفظ
دروسه ومواعيد دروسه الخصوصية وتخلت عن الكثير فى سبيل تنظيم جدوله كل هذا
حتى يستطيع ان يحقق الأبن او الابنة التفوق .
 
اعتذر لكم جميعاً .. فليس لنا اى حق فى رسم احلامهم او تحطيم طموحهم
..علينا المساعدة فى توجهيه سلوكهم وشرح ما يستلزم هذا الحلم تحقيقة وعرض
امكانيات تسهل الوصول اليه ..
 
ان نكون لهم قدوة ..وان نحببهم فى النجاح واصحابه ..نعم نحبهم ولكن
السيطرة والتحكم فى كل صغيرة وكبيرة فى حياتهم ستنشئ افراد ضعاف الشخصية لا
يثقون فى قرارتهم وينتظرون من يحسم الامور فى حياتهم . وان نتأكد ان
سعادتنا الحقيقية فى سعادتهم لتحقيق ما طمحوا اليه ونجاحهم فيه.
 
لا توأدوا احلام صغاركم بل شاركوهم الحلم ناقشوهم فيه اكتشفوا مواهبهم
الخفيه ونموها فلا خوف ان نتعثر فى طريقنا ولكن المهم ان نتعلم كيف نقف
ونكمل الطريق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة