وسقطت ورقة من شجرة الحياة



وسقطت ورقة من شجرة الحياة







وسقطت ورقة من شجرة الحياة
فاطمة عمارة
مر عام آخر ..
وسقطت ورقة جديدة من شجرة الحياة .. ونحن فى اول عامنا الجديد نقف لننظر خلفنا على
ما مر عليه قطار عمرنا خلال العام الماضى .. تغزو وجهنا الابتسامة عند مرأى محطات
مرت بنا وتنهمر من اعينا دمعه هاربة لذكرى نحاول نسيانها .
فهذه سنة الحياة
يوم نضحك ويوم نبكى ..فالدنيا لا تستقر ولا تهدأ متقلبه على الدوام .. فدوام الحال
من المحال .. فكم من عزيز ذل وكم من مظلوم اُنصف وكم من سليم مرض وكم مريض تعافى وكم
وكم .... وكلها امور بإذن الله وقدرته.ولان الدنيا ما هى إلا سبيل نسير فيه حتى
نصل الى غايتنا وهى جنة الخلد فعلينا ان نقف ونراجع انفسنا عن عام مضى.
لقد كنا بالامس
القريب اطفالا لا نحمل للهم بالا نضحك ونلهو .. كنا شباباً فتياً نغالب الدنيا
وتغالبنا ونستشيط غضبا لضياع فرصة او لفشل صغير .. صرنا اكثر صلابة اهدأ نفساً
نفكر قبل ان نتحدث .. نكظم غيظاً كان من الاستحالة السكوت عليه فيما مضى .. هل مر
بنا العمر بهذه السرعة؟ ماذا تركنا خلفنا ام مررنا فى الحياة مرور الكرام ؟
ان اعمالنا ما هى
إلا بذور نزرعها لنحصدها فى القادم من حياتنا .. فإنتقاء ما نزرع هو السبيل الوحيد
للسعادة.. فمن لا يجد سعادته فيما يحى الان فليلقى نظرة على ما غرسه من بذور فى
السنين الماضية من عمره كثر ام قل عددها .. فهناك من يترك دربه ملئ بالاشواك يلقى
بالعلقم على من حوله ثم يستغرب مرارة عيشه بعد ذلك وهناك من يسعى الى زرع الزهور
فى طريقه ويعطر من حوله بالمسك والعنبر وتسهل له حياته حتى وان لم يكن ذا مال
ونفوذ.
نحن من نحدد شكل
حياتنا ونختار فيها اسلوب الحياة .. نتميز فيها باخلاقنا التى هى مرأة لاعمالنا
فإن صلحت الاخلاق انعكست على صورة الانسان الخارجية فيرأه الناس جميلا وتكون اعماله
باقيه تتحدث عنه حتى وان غاب عن الدنيا .وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سئُل َعنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ (
تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ).
قد يرى البعض نظرة
تشاؤم فيما سبق من الكلام ..وقد يرى غيره انه ناقوس يدق للتنبيه والايقاظ.. هى بالنسبة
لى حديث للنفس واترك لك الحريه لترى الكلام كما يوافق هواك .
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة