دور الضحية... لماذا أنا؟

دور الضحية... لماذا أنا؟:

دور الضحية  ..لماذا أنا؟
فاطمة عمارة
( أنا تعبان ..
المشاكل مش عاوزة تخلص .. كل حاجة فوق دماغى .. أنا أخر حد بيفكروا فيه .. محدش
عامل لى اعتبار .. دايماً ظلمنى  ) هذه بعض
العبارات التى من الممكن أن تسمعها من بعض الاشخاص المحيطين بك  .. وبشكل تلقائى تبدأ التعاطف معهم ، فقد تكالبت
عليهم الهموم والمشكلات بل الاهل والاصدقاء 
وبعد فترة قد تطول أو تقصر تفهم إنه إنسان يتلذذ الحياة فى موقع " الضحية
" ، كأن هذا يحدث له فقط دون غيره.
يعتبر علم النفس
أن " الضحية " صفة مكتسبة يميل فيها المرء إلى النظر لنفسه كضحية
لتصرفات سلبية تصدر عن الآخرين، والتفكير والتحدث والتعامل كما لو كان الوضع كذلك،
حتى فى حالة عدم وجود دليل واضح على ذلك. ومن السهل التعرف على هذ الشخصية عن طريق
مجموعة من السلوكيات أو من طريقة التفكير .ومنها لوم الآخرين على موقف تسبب فيه الشخص
لنفسه كما ينسب نوايا سلبية غير موجودة للأشخاص الآخرين ، الاعتقاد أن الآخرين
أكثر حظًا وسعادة بوجه عام أو بشكل أساسى ، يتعمد استثارة التعاطف من خلال سرد قصص
مبالغ فيها حول التصرفات السيئة التى قام بها الأشخاص الآخرون.
وفسرت جمعية
Glendon
للصحة النفسية فى سانتا باربرا بكاليفورنيا اعتياد البعض للعيش فى دور
الضحيه ، لما فى ذلك من راحة نفسية له، سواء خوفا من غضبه والتنفيس عنه أو شعوره
الشخصى بإنكار ذاته.فهو يُسقط الخطأ على غيره متوقعاً منهم الأذى حتى وإن لم
يفعلوه ويُشوه حقيقة
 تعابير الوجه عندهم، معتبرا أنها تدل إلى نيات 
خبيثة، مما يؤدى
بالنهاية إلى عدم الثقة فى الغير وتوهم الضرر منهم دون أى فعل حقيقى
.
لا نستطيع أن ننكر
أن هذا الدور يشترك معظم الناس فى لعبه فى فترة من فتراتهم العمرية ، فنجد الاخ
يتهم اخيه بضربه ،وهناك من يتهم الزملاء بالتسبب فى اخطأ العمل ، والاكثر شيوعاً
الوقوع ضحية لزحمة الطريق كعذر للتأخير.. ولكن هناك من يستلذ تعاطف من حوله وإلقاء
المسئولية عن كتفيه ويجعل من هذا الدور أسلوب حياة تنقل لمن حوله طاقة سلبية تتحول
مع الوقت إلى عدم المقدرة لتحسين الحياة مما يؤدى إلى ابتعاد الناس عن دائرته سواء
كانوا الاهل أو الاصدقاء أو زملاء العمل.
لننفض من أكتافنا
عباءة الضحية .. ونوقف الافكار السلبية التى تموج فى عقولنا ولا نسمح لانفسنا
بالتسائل " لماذا أنا؟ " ولننظر دائماً بتفائل لما يحدث لنا فلكل عملة
وجهان وكذلك للحياة لكل سئ يصيبنا وجه آخر غائب عنا ولنتذكر قول الرسول صلى الله
عليه وسلم


" احفظ الله تجده أمامَك ، تَعرَّفْ إلى اللهِ
في الرَّخاء يَعْرِفْك في الشِّدَّةِ ، واعلَمْ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُن لِيُصِيبَكَ
، وما أصابَكَ لم يَكُن ليُخطِئَكَ ، واعلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبرِ ،
وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ ، وأنَّ معَ العُسْرِ يُسراً
" .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة