واجه مشاكلك

واجه مشاكلك:



واجه مشاكلك
فاطمة عمارة
إن المشاكل
والصعوبات جزء من الحياة لا يمكننا تجنبها مهما حاولت أن تنظم حياتك وتسيطر عليها.
وظهورها قد يُحدث ارتباك وعدم توازن في تفكير صاحبها يؤدي إلى محاولة الهرب منها
وتجنب مواجهتها والتعامل المباشر معها وحلها، فيعتبرها سبباً لحياته الصعبة
البائسة ولكن الحقيقة إنه ترك تلك المشكلات تهزمه، وسلاحها مشاعره السلبية التي
كانت العائق الوحيد الذي كبله من المضي قدماً واتخاذ خطوات الحل، مشاعر مثل الغضب
والخوف والقلق.
والحقيقة التي لا
خلاف عليها وجود الصعوبات والمشاكل، فقد قال تعالى " لَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ"  أي
مشقة المعيشة والسعى للرزق. وما يفرق هنا كيفية التعامل معها، فهناك من يتعامل مع
كل مشكلة سواء كانت كبيرة أو صغيرة إنها تجربة ستمنحه الفرصة لتطوير ذاته وقدراته
الحياتية متسلحاً بالثقة والإيمان، وهناك من يترك مشكلة وراء أخرى تثقل كاهلية
ويُصدق إنه إنسان فاشل يُلقي التهم على الظروف السيئة والمحيطين به أنهم السبب
فيما وصل له.
أول خطوة هي معرفة
المشكلة وحقيقتها، هل هي حقاً كذلك أم أنت فقط من يراها هكذا نتيجة للضغط العصبي
والتوتر الزائد والسعي الدائم للكمال، فبمجرد تحديدها تصبح مستعداً لمواجهتها
وحلها. توقف عن الهرب منها والادعاء بإنها غير موجودة أو الكذب على نفسك إنها ستمر
فمهما حاولت الاختباء ستلاحقك، ولا تصدق إنك غير قادر عليها. هناك من يستخدم غيره
كدرع يواجه المشاكل من خلفه، الحقيقة أن لا أحد أفضل من الشخص نفسه لحلها.
خطوتك التالية يجب
أن تكون عملية تبحث فيها عن أسبابها الحقيقة، ويقول هنرى فورد "معظم الناس يبذل
الكثير من الجهد والطاقة في الدوران حول المشكلة لا حلها"  فكن مباشر وصادق مع نفسك فهذه النقطة هي بداية
اتخاذ قرارت حل المشكلة. بالطبع يمكن الاستعانة بآراء من أكثر خبرة حسب نوع ما
تواجه قد يكون صديق أو متخصص في موضوع ما أو حتى بحث وقراءات في المجال. تفكيرك
المنطقي الواقعي في الحل سيساعدك على اتخاذ قرار نهائي فيها، ومن المهم هنا وضعه
محل التنفيذ فلن تُحل أي عقبة بقرار مؤقت، فهذا كمن تناول مسكن الألم دون علاج
المرض.
أن تخوض معاركك
بنفسك أفضل بكثير من حرب بالوكالة يخوضها غيرك قد تؤدى إلى نتائج غير مرضية لك،
وتقبل ما تواجه فالسعادة تختبئ خلف أمواج المشكلات.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة