أراء حرة - نتفق على ألا نتفق

أراء حرة - نتفق على ألا نتفق


نتفق على ألا نتفق
-        هتقول  ايه فى الاستفتاء؟
-        هقول نعم  ...
-        لا..احنا لازم نقول لا
هذا جزء من حوار قد تسمعه فى احد وسائل المواصلات او النادى او حتى بين افراد العائلة الواحدة.ليست المشكلة هنا اختلاف الاراء ،وانما المشكلة ان هناك طرف يحجر على رأى الطرف الآخر على اعتبار انه ليس له خلفيه سياسية او انه "مضحوك عليه" ، وهذا واضح من كلمة (احنا) التى ضمت الكثيرين غير المتحدث وكلمة (لازم )التى تؤكد الضرورة وان هذا هو الحل الوحيد.
يفتقد الكثيرين ما يعرف بثقافة الحوار او اتيكيت الحوار.واول مبدأ فيه ( قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) وهذا يعنى ان الاختلاف هو القاعدة والاتفاق هو الاستثناء.واذا وضعنا فى اذهاننا هذه القاعدة الذهبية سنجد ان الحوار سيدخل منحى نقاش مثمر يحاول فيه طرفاه بدون تعصب لرأى شرح اسبابه وقد يقتنع الطرف الاخر برأيه ويغير موقفه.واحترام اراء الاخرين من آاداب الحوار التى حث عليها القرآن ومن امثلة ذلك عندما ارسل الله سيدنا موسى واخيه هارون الى فرعون فقال لهما" فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ".
وللحوار انواع عدة يعتبر اهمها الحوار متكافئ الذى يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله.
ان الاختلاف موجود منذ بدء الخليقه،فهو سنه كونية وطبيعة بشرية فلا يمكن جمع البشر جميعا على كلمة واحدة او رأى واحد ولذا قال تعالى :" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين". واتفق الحكماء على ان " الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية" الا ان الخلاف فى الراى الان اصبح يؤدى الى قطع العلاقات بين صداقات دامت لسنوات لمجرد عدم اتفاقهم فى الاحداث الجارية.دعونا نتفق على ألا نتفق.
فاطمة عمارة
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة