استطلاع بلا استطلاع - بوابة الأهرام

استطلاع بلا استطلاع - بوابة الأهرام

الدكتور محمد البرادعى رئيسا لجمهورية مصر العربية، كانت هذة هى نتيجة استطلاع الرأى الذى طرحة المجلس العسكرى من خلال صفحتة على الفيس بوك. و هوالخبر الذى تصدر صفحات الجرائد الاسبوع الماضى لاهميتة وحساسيتة. ولكن من هم الذين شاركوا فى هذا الاستطلاع؟ وهل يعبر هذا الاستطلاع بالفعل عن راى الشعب؟ و هل تعكس هذة النتيجة عن شعبية كل مرشح؟ و هل كان من المهم طرح مثل هذا الاستطلاع فى هذا التوقيت؟ كل هذة اسئلة تدور فى خاطر الكثير منا و نبحث فيها عن اجابة.

ان استطلاع الراى من الادوات المهمة بل و المهمة جدا لجس نبض الشارع والتعبير عن راى الشعب. و هو اسلوب متبع فى جميع دول العالم المتقدم و يؤثر بشكل ايجابى فى الانتخابات و دائما يكون مبنى على اساس ومنهج علمى. فكل استطلاعات الراى التى سمعنا بها سبقها مناظرات ما بين المرشحين و عرض كامل ووافى لبرنامج كل مرشح و ذلك ليستطيع كل ناخب ان يحدد مرشحة بناء على اساس و فهم ووعى. وبالتالى فهى استطلاعات واقعية لمرشحين فعليين و ليس لمرشحين وهميين او محتملين لخوض سباق الرئاسة. ليس هذا فحسب، فاستطلاعات الراى تعتمد على اكثر من طريقة لاعتماد نتيجة حقيقية وواقعية تعكس راى الشارع.

فهل اتبع الاستطلاع "المصرى" كل هذه الاساليب و المناهج المتبعة عالميا ؟ الاجابة على هذا السؤال واضحة وصريحة " لا " ،فقد افتقد هذا الاستطلاع الى ثلاث عناصر اساسية وهى الدقة ، الموضوعية ، والاساس العلمى .. افتقد الدقة لان بعض الاسماء المطروحة لم تعلن نيتها للترشح على الاطلاق. فقد تم طرح اسم كل من اللواء احمد شفيق و السيد عمر سليمان على الرغم من عدم اعلان اى منهما رسميا " الترشح للرئاسة "، تصرف غير مفهوم و غير مبرر و يضع علامات استفهام عديدة....

كما افتقد الاستطلاع الى الموضوعية .. فحتى وقتنا هذا لم يعلن اى من المرشحين " المحتلمين" للرئاسة برنامج واضح كامل متكامل يشرح فيه للشعب خطته القادمة للرقى بالبلاد او المحافظة على سلامتها وامنها او حل مشكلاتها الحالية او القادمة..فكل ما قيل على لسان كل من الاسماء المطروحة ما هو الا اقتراحات او اقاويل " سوف افعل هذا .."،"سوف اقوم بذلك .." وكل المناظرات والحوارات التى تمت حتى الان لم ترقى الى المستوى المطلوب الذى يوصل للمواطن العادى بصورة سهلة وبسيطة رؤية او وجهة نظر المرشح. ليس هذا فحسب بل وان من الواضح ان المرشحين انفسهم فى حالة تخبط شديد فى ما هو آت وكيفية التعامل معه، فحتى الان لم يتم اعلان وقت محدد للانتخابات الرئاسية.

وافتقد الاستطلاع للاساس العلمى ولم يرقى ان يكون استطلاع للراى العام او حتى يعكس راى الشعب. فقد اعتمد على شريحة واحدة من المجتمع وهى الشريحة التى تستخدم الانترنت والفيس بوك ،ولكن لم يضع فى الاعتبار عامة الشعب او البسطاء الذين لا يستخدمون وسائل الاتصال الحديثة.وبالتالى افتقد هذا الاستطلاع احد العوامل الهامة وهى اختيار عينة من الشعب تكون ممثلة له واخذ رأيها عن طريق السؤال المباشر.

ان هذا الاستطلاع لم يحدد اهدافه " اذا كان هناك اهداف واضحة له" فالوسائل المستخدمة غير مناسبة والتوقيت غير مواتى والهدف والسبب لطرحه غير واضح.

فماذا يحدث و لماذا؟ سؤال نريد له اجابة......

د.محمد عمارة

كلية الطب- جامعة هارفارد

مدرس بكلية الطب البيطرى- جامعة القاهرة

memara@rics.bwh.harvard.edu

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة