أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ
أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ
رسالة من شرم الشيخ
عند ملتقى خليج
العقبة وخليج السويس بالبحر الاحمر تقع " مدينة السلام " ذلك الاسم الذى
اشتهرت به مدينة شرم الشيخ لانها شهدت عقد مؤتمرات وقمم السلام والعديد من
المؤتمرات السياسية والعلمية والسياحية،كما اطلق عليها البعض لقب " مدينة الريس " لاهتمام الرئيس
السابق حسنى مبارك بها وحرصه على قضاء بعض الوقت فيها بل ولقاء رؤساء الدول بها.
وحقيقة الامر ان
المدينة ساحرة تجذب اليها العديد من السائحين من محبى الرياضات المائية والغوص
،بالاضافة الى شمسها المشرقة طوال العام مما اعطاها افضلية بين دول اوروبا.وقد
تطورت المدينة بشكل سريع فى فترة قصيرة لتصبح مدينة عالمية بحيث ان من اعتاد
زيارتها يكتشف فيها جديد كل مرة عن سابقتها،مما اهلها للفوز بجائزة منظمة اليونسكو لاختيارها ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى
العالم من بين 400 مدينة عالمية.
هذا العام يمر على
مدينة السلام بشكل مختلف..فقد تغيرت الحياة فى تلك المدينة الخلابة ..وتغيرت وجوه زائريها ..ولاول مرة منذ ان اعتدت
زيارتها فى عام 1995 وحتى الان اجد فنادقها قد امتلئت بالمصريين والعرب وقل عدد
الاجانب الموجودين فيها ..كأنها احد المصايف الرئيسية للمصريين ولا تقتصر على احد.
هذا بالتأكيد يدخل السرور الى النفس حيث اصبح من السهل زيارتها ورؤيته جمالها .
مرت المدينة
وفنادقها بلحظات صعبة فترة الثورة وما تلتها من فترة منعت فيها بعض الدول زيارة
مصر ..وتكبدت العديد من الفنادق الخسائر المادية اما بسبب دفع الاتاوات للحفاظ على
الممتلكات والمنشأت او بسبب السرقات والتخريب إثر هجوم المخربين عليها..وفيما
تحاول تلك الاستثمارات ان تتعافى وتقف مرة اخرى على قدميها قدمت الكثير من العروض
والتنازلات المغرية لجذب السياحية الداخلية والعربية اليها..وعلى الرغم من كل تلك
الجهود المبذولة الا ان نسبة الاشغالات فى تلك الفنادق لم تتعدى 30% حتى الان
..اما نسبة العاملة فانخفضت الى الربع حيث قدم العديد استقالاتهم فى فترة الازمة
فالعاملون ليسوا من ابناء المدينة بل من مدن ومحافظات اخرى اضطروا الى الوقوف الى
جانب اهلهم لحماية بيوتهم من التعدى عليها،واضطرت بعض الفنادق الى الاستغناء عن
آخرين حيث لا يمكن ان تتحمل تكلفتهم ولا يوجد سائحين.
وعلى الرغم من تلك
الظروف الصعبة التى تمر بها المدينة واصحاب الاعمال بها ..إلا انها استقبلتنا
بالترحاب ولم يتوانى العاملون بها عن بذل ما يفوق الجهد فى خدمة ضيوفهم والترحيب
بهم ..الا ان ما يترك غصة فى الحلق هو سلوك هؤلاء الضيوف ..فقد نسوا او تناسوا
اخلاقيات التعامل البسيط وانتهج الكثير اسلوب الصوت المرتفع واختلاق المشكلات
لاتفه الاسباب..نسى الجميع وخاصة المصريون اننا جميعنا فى مركب واحد حيث ان هذه
الفنادق جزء من اقتصادنا والمحافظة عليها محافظة على اموالنا التى نطالب بعودتها..
فلم نهدر مصدر للرزق موجود بالفعل بدلا من التكاتف والوقوف الى جانب اخواننا
العاملين فى هذا المجال؟..فقد رأيت بعينى ان بعضهم يستمر فى العمل ما يزيد عن 18
ساعة يوميا ..ليس هذا فقط للحفاظ على لقمة العيش فما ايسر ان يتقدم باستقالته
مثلما تقدم بها زملائه والعودة الى اهله ..ولكن للمحافظة على سير هذا البلد على
امل عودة الوضع الى ما كان سابقا.
وفى وسط كل هذا المشاهدات
التى تمر امامى طالعتنى الاخبار عن شكوك فى حجوزات الاتوبيسات السياحية المتجهة
الى شرم الشيخ يومى الخميس والجمعة وان هناك احتمالية نقل اعتصام ومظاهرات ميدان
التحرير الى امام مستشفى شرم الشيخ حيث يقيم الرئيس السابق فى العناية المركزة بها
بهدف الضغط على المجلس العسكرى والنائب العام لسرعة اخذ القرار ونقله الى مستشفى
سجن طرة ومحاكمته.
كأن الحال فى
المدينة ينقصه نقل المظاهرات اليها ..وما آثر الشكوك فى صدرى كيف استطاعوا معرفة
ان من قام بالحجز هم المتظاهرون فقد نص الخبر على كلمة " مجهلون " فاى
شخص بالنسبة لشركات السياحة او شركات اتوبيسات النقل هم " مجهولون" فلا
يوجد احد يحجز الاتوبيس بالبطاقة !! فلم يلجأ البعض الى صياغة الاخبار بطريقة تزيد
الامور اشتعالا وليس العكس؟وعلى اية حال ان محاكمة الرئيس السابق امر لا جدال عليه
ومطلب اساسى ويمكن اجراء المحاكمة وهو قيد التحفظ فى المستشفى فهناك المحامى الذى
يمثله يحضر بالنيابة عنه الا اذا كان الهدف من احضاره الامعان فى المعاناه والذل
له ..
ارجو منا جميعا
كمصريين نحب مصر ان نتكاتف ونوحد جهودنا فى العبور من عنق الزجاجة تلك المرحلة
الخطرة على اقتصادنا والمثابرة حتى يمكنا الوقوف مرة اخرى على اقدمنا والمنافسة فى
الاسواق العالمية المختلفة.
من شرم الشيخ – فاطمة عمارة
تعليقات