التعليم .. بضغطة زر

التعليم .. بضغطة زر







التعليم .. بضغة زر
فاطمة عمارة
مناقشة على اشُدها
بين اثنين من الامهات .. وكلاهما متمسك بوجهة نظرة حول افضلية التعليم الانجليزى
ام الامريكى . وما لفت نظرى ان التركيز الاساسى لكلا من منهما هو الاسهل فى الوصول
الى اعلى مجموع .. حصرا جودة تعليم واسلوب تدريس وامتحان فقط فى الدرجات.
مشكلة التعليم فى
مصر ليست فى كيفية الحصول على اعلى مجموع فالطريقة سهلة احفظ الكتاب من الغلاف الى
الغلاف هذه للاسف الروشته التى نصحنا بها زميل ابنى الحاصل على المركز الاول ..
وتأكيداً على صدقة نجد اسئلة فى دروس قراءة اللغة العربية والقصة تعتمد على اكمال
الناقص من فقرة من الدرس وليس نص قرآنى او حديث او حتى شعر .. فقرة من احداث القصة
وعلى الطالب ان يعرف ما الكلمات الناقصة ..وكيف يكون بدون حفظ لها..
مشكلتنا فى اسلوب
تفكيرنا .. فى طريقة تعاملنا مع الطالب والمواد التى يتم تلقينه اياها لا استطيع
ان اقول تدريسها .. فهل من المعقول ان يمتحن الطالب الحاسب الآلى نظرياً .. ثم
نتسأل بعد ذلك عن سبب جهلهم. المعيار الوحيد لدخول الجامعة هو المجموع دون قدرات
تحدد صلاحية الطالب لدراسة هذه المواد العلمية.
تعددت الشكاوى
والمشكلات التى نطرحها حول التعليم وما يواجهه ابنائنا .. حتى يظن البعض ان هذا
بسبب امومتنا وخوفنا على ابنائنا .. ايها الساده ليس لهذا فقط نرفع اصواتنا ونحاول
ايصال عيوب وثغرات فى نظام يعمل على التلقين فى زمن يجرى بسرعة النانو واطفال
تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة على انها العروسة القماش والكرة الشراب فى وقتنا ..
اطفال اكثر مهارة منا وحدة ذكاء تدفنها مناهج عقيمة لا يقتنع هؤلاء الصغار
بضرورتها ومدى جدوى دراستها إما بسبب حشوها الزائد او بسبب اقتناعهم ان كل ما
يريدون معرفته تحت اصبعهم بضغطة زر.
اتمنى ان يجرى
المسئولون  استطلاع للطلبة فى الاعدادى والثانوى
او حتى عن طريق مسابقة فى اى مجال ويكون عنوانها " كيف تطور التعليم "
او " لو كنت وزيراً للتعليم" لنعرف ما يفكر فيه جيل نعده ليقود .. جيل
يقف الى جانب ابائهم وامهاتهم ليشرحوا لهم ما خفى عنهم من اسرار تكنولوجية اقتحمت
حياتهم على كبر .. جيل له رأى ووجهة نظر .. شخصية مختلفة تمام الاختلاف عن الاجيال
التى سبقتهم ..بحيث لا يكون التطوير اننا نضع الكتب فى شكل رقمى ونترك محتواها
فمشكلتنا ليس ثقل الحقائب فقط انما مشكلتنا ثقل 
المناهج وعقمها.
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة