عندما يحزن الصغار
عندما يحزن الصغار
عندما يحزن الصغار
عندما يحزن الصغار
فاطمة عمارة
وصلتنى رسالة الاسبوع الماضى تعلن عن حاجة احدى مدرسات ابنتى لنقل دم عاجل لحدوث نزيف لها اثناء الوضع . وكالمعتاد دائما مع مثل تلك الرسائل قمت باعادة ارسالها على كافة وسائل الاتصال الاجتماعى الخاصة بى ففصيلة دمها مختلفة عن فصيلتى وفصيلة زوجى .
وتوالت الرسائل لمتابعة وضعها الصحى حتى علمنا ان اهلها وقعوا على اقرار بالمسئوليه للسماح باستخدام حقنة لوقف النزيف قد تؤدى الى جلطات. واتى الصباح لا يبشر بالخير فبعد تلقيها حقنتين توقفت بعض الاجهزة الحيوية ولكن القلب والعقل يؤديان وظيفتهم . كانت معانى الرسالة واضحة انها الان بين يَدى الرحمن الرحيم .. لتأتى صلاة الظهر ويعلن معها الهاتف عن وفاتها .
جرت كل هذه الاحداث بعيداً عن ابنتى ودون ان احكى لها شئ او هكذا ظننت .. فلم يخطر على بالى وانا استقبلها عند عودتها من المدرسة تبكى بحرقة وعيناها متورمتان سبباً اخر غير امتحانها فى هذا اليوم ، فشرعت اطيب خاطرها واقول لها " ولا يهمك لو عملتى وحش فى الامتحان " .
اصابتنى الدهشة وانا اسمعها كلماتها المتقطعة " لا يا ماما الميس ماتت بنتها صحبتى " اخذتها داخل حضنى اخفف عنها لوعتها وانا اردد اننى اعلم وان عليها ان تصلى وتدعوا وتقرأ القرآن لها .. واخذت تسألنى عن صديقتها كيف ستعرف وماذا ستفعل . وحاولت ان اعرف منها كيف عرفت هى وزميلاتها بالخبر .وكان السبب ببساطة انها رأت مدرستها تبكى فى المكتبة وزميلة اخرى سمعت المدرسين وهم يتحدثون.
المدهش ان ابنتى سردت لى تفاصيل دقيقة عما حدث وكيف ان الطبيب اخطأ وقطع شريان رئيسى وان الله قد رزقها بتؤام احدهما مات هو الاخر ، فضول الصغار واهتمامهم جعلهم حريصين على المعرفة الدقيقة.. ثم بحزم شديد طالبتنى ان اتفق مع اولياء الامو الاخرين لنرفع قضية على هذا الطبيب فهو المسئول عن الوفاة لخطئه .. فاخذت اشرح لها ان هذا الامر لابد ان يقوم به زوجها او اهلها وليس تلاميذها .
لم ينتهى الامر عند اتفاقها وزملائها على جمع المال للتصدق على روح مدرستهم او على الذهاب الى العزاء فى المسجد بل ظلت بشكل يومى تنقل لى اخبار صديقتها ابنة المتوفاة فهى لم تعلم بعد وتم التنبية على كل الفصول بعدم التحدث فى الامر حتى يتثنى للاب ان يشرح لها فى وقت مناسب .. وتمر نهايه الاسبوع لتعود لتحكى لى ان صديقتها علمت بالامر اما اختها الاصغر فلم تعلم بعد وان تصرفتها اصبح بها بعض العصيبة وتشرح لى وكأنى لا افهم سبباً لذلك ( اصله صعب برضه يا ماما).
نتلقى نحن الكباراخبار فراق الاقارب والاصدقاء .. القريب منهم او البعيد ببعض الحزن وبعض العظه وتلهينا الدنيا ومشاكلها عما حدث ، انما عندما يحزن الصغار فأنهم يعيشوا حزنهم بكل دقائقه ولحظاته.. لا يغفلوا عن تفصيله صغيرة كانت ام كبيرة ونفوسهم البريئة تأبى ان يمر الامر مرور الكرام .لا استطيع ان اتهم المدرسات بالخطأ فقد كان تصرف طبيعى منهم ان يحزنوا عند معرفتهم بالخبر ولكنى اتمنى ان يتم التعامل مع مثل هذه المواقف بشكل سليم لا يؤثر على نفسية الاطفال.
عندما يحزن الصغار
عندما يحزن الصغار
فاطمة عمارة
وصلتنى رسالة الاسبوع الماضى تعلن عن حاجة احدى مدرسات ابنتى لنقل دم عاجل لحدوث نزيف لها اثناء الوضع . وكالمعتاد دائما مع مثل تلك الرسائل قمت باعادة ارسالها على كافة وسائل الاتصال الاجتماعى الخاصة بى ففصيلة دمها مختلفة عن فصيلتى وفصيلة زوجى .
وتوالت الرسائل لمتابعة وضعها الصحى حتى علمنا ان اهلها وقعوا على اقرار بالمسئوليه للسماح باستخدام حقنة لوقف النزيف قد تؤدى الى جلطات. واتى الصباح لا يبشر بالخير فبعد تلقيها حقنتين توقفت بعض الاجهزة الحيوية ولكن القلب والعقل يؤديان وظيفتهم . كانت معانى الرسالة واضحة انها الان بين يَدى الرحمن الرحيم .. لتأتى صلاة الظهر ويعلن معها الهاتف عن وفاتها .
جرت كل هذه الاحداث بعيداً عن ابنتى ودون ان احكى لها شئ او هكذا ظننت .. فلم يخطر على بالى وانا استقبلها عند عودتها من المدرسة تبكى بحرقة وعيناها متورمتان سبباً اخر غير امتحانها فى هذا اليوم ، فشرعت اطيب خاطرها واقول لها " ولا يهمك لو عملتى وحش فى الامتحان " .
اصابتنى الدهشة وانا اسمعها كلماتها المتقطعة " لا يا ماما الميس ماتت بنتها صحبتى " اخذتها داخل حضنى اخفف عنها لوعتها وانا اردد اننى اعلم وان عليها ان تصلى وتدعوا وتقرأ القرآن لها .. واخذت تسألنى عن صديقتها كيف ستعرف وماذا ستفعل . وحاولت ان اعرف منها كيف عرفت هى وزميلاتها بالخبر .وكان السبب ببساطة انها رأت مدرستها تبكى فى المكتبة وزميلة اخرى سمعت المدرسين وهم يتحدثون.
المدهش ان ابنتى سردت لى تفاصيل دقيقة عما حدث وكيف ان الطبيب اخطأ وقطع شريان رئيسى وان الله قد رزقها بتؤام احدهما مات هو الاخر ، فضول الصغار واهتمامهم جعلهم حريصين على المعرفة الدقيقة.. ثم بحزم شديد طالبتنى ان اتفق مع اولياء الامو الاخرين لنرفع قضية على هذا الطبيب فهو المسئول عن الوفاة لخطئه .. فاخذت اشرح لها ان هذا الامر لابد ان يقوم به زوجها او اهلها وليس تلاميذها .
لم ينتهى الامر عند اتفاقها وزملائها على جمع المال للتصدق على روح مدرستهم او على الذهاب الى العزاء فى المسجد بل ظلت بشكل يومى تنقل لى اخبار صديقتها ابنة المتوفاة فهى لم تعلم بعد وتم التنبية على كل الفصول بعدم التحدث فى الامر حتى يتثنى للاب ان يشرح لها فى وقت مناسب .. وتمر نهايه الاسبوع لتعود لتحكى لى ان صديقتها علمت بالامر اما اختها الاصغر فلم تعلم بعد وان تصرفتها اصبح بها بعض العصيبة وتشرح لى وكأنى لا افهم سبباً لذلك ( اصله صعب برضه يا ماما).
نتلقى نحن الكباراخبار فراق الاقارب والاصدقاء .. القريب منهم او البعيد ببعض الحزن وبعض العظه وتلهينا الدنيا ومشاكلها عما حدث ، انما عندما يحزن الصغار فأنهم يعيشوا حزنهم بكل دقائقه ولحظاته.. لا يغفلوا عن تفصيله صغيرة كانت ام كبيرة ونفوسهم البريئة تأبى ان يمر الامر مرور الكرام .لا استطيع ان اتهم المدرسات بالخطأ فقد كان تصرف طبيعى منهم ان يحزنوا عند معرفتهم بالخبر ولكنى اتمنى ان يتم التعامل مع مثل هذه المواقف بشكل سليم لا يؤثر على نفسية الاطفال.
تعليقات