كلمة تكسر .. وكلمة تُجبر

كلمة تكسر .. وكلمة تُجبر

الكلمات رسول بين الناس .. هناك من تكون كلماته كالاحجار تجرح وتكسر
وتحطم ما يقابلها واخرى تكون كالنسيم العليل تلطف ما حولها وتحنو وتطبطب
على كل محتاج لها.


اذا كُسر فى الانسان عضو فانه يؤلم آلاماً شديدة ويُجبره الطبيب فترة ليست
بالقصيرة ولا يعود كما كان باى حال من الاحوال ..أما كسر الروح .. كسر
العين .. كسر القلب فانها من الامور التى يصعب تجبيرها او محاولة اصلاحها ،
فلا يكسرها إلا شخص قريب منك.
فبدعوى التربية والحث على المذاكرة والاجتهاد نجد من الاباء والامهات من
يهين ابنائهم باقذع الالفاظ وقد يصل الامر الى الاهانة البدنية بالضرب لعدم
قيامهم بالمطلوب منهم .. مرة تلو مرة تنكسر روحهم وتسكن عيونهم هذا الحزن
الراقى الذى لا يمكن الحديث عنه .
وبدعوى الحب يتغاضى طرف فى سبيل الاخر عن الكثير من حقوقه ويتنازل ويتنازل
حتى ينكسر قلبه ويضعف ولا يقوى على المقاومة ولا يعرف للعودة سبيل وتعيش
الروح فى ظلمه تنعكس على ما حوله.
كسر الروح موجود حولنا نراه ونغض عنه ابصارنا .. انه كسر فى نظرة اليتيم
المُهمل .. ونظرة الاب والام المكلومين .. انه فى المظلوم واهله .. فى
امرأة استنجدت فخذلها الاهل قبل المجتمع .. لا يوجد بيننا من ليس مهموماً
.. مكسوراً.. مخذولاً .. مظلوماً.. او مغموماً .. وجبر الخواطر على الله .
فالله سبحانه وتعالى هو الجبار لكل مكسور .. مهزوم .. مظلوم .. وضع صفته
فى صدور بعض خلقه واولهم الانبياء فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يجد احد
من المسلمين فى هم او ضيق او ظلم إلا وطيب خاطرة ببعض كلمات او دعاء تخفف
همه او تزيله .. وأين نحن من رسول الله ؟ هذا صحيح ،فنحن لن نرقى الى
مكانته ومنزلته الشريفه وعلمه ولكن يمكننا الاقتداء به.
إن تطيب النفوس المنكسرة وجبر خواطر من حولنا من النعم التى وهبها الله
لنا ومن السهل القيام بها .فقد لا يحتاج هذا إلا الانصات الى من يحتاجنا او
كلمة طيبة تخفف وتنير الطريق الى وجود حل او ان تكون سبباً فى ان يرجع هذا
المكسور الى جبار كل هم الذى لا يلجأ له احد إلا وجبره.
اننا نحيا حياتنا بين حالين مجبورين الخاطر او مكسورين الخاطر .. وقد نصبح
فى حال ونمسى فى اخر .. فاذا وجدنا من يشعر بنا ويستطيع ان يجد من الكلمات
ما يرفع بها همنا ويجبر خاطرنا ننم فى هناء .فلنكن نحن هذا الشخص الذى
تُجبر بكلماته النفوس والقلوب وتهناء بقربه الارواح فنجد من يداوينا
ويجبرنا عندما يتحول حالنا الى الانكسار.
fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة