الجندى المجهول

الجندى المجهول:







الجندى المجهول
فاطمة عمارة
شاهدت مقابلة عمل
مصورة لوظيفة وصفت بإنها أهم وظيفة فى العالم والمسمى الوظيفى لها إلى الان "
مدير العمليات " ولكنها أكبر بكثير من هذا الوصف التحديدى – وذلك حسب وصف المحاور
– ولتلك الوظيفة مسئوليات ومتطلبات كثيرة جداً .. فهذه الوظيفة تتطلب العمل أغلب
الوقت أو كل الوقت واقفاً على قدميك أو منحنياً ، مجهدة لصاحبها طول الوقت كما
تتطلب مستوى عالى من قدرة التحمل وهذا تقريباً طوال أيام الاسبوع على مدار الساعة
ولا يوجد فترات راحة ويمكن الحصول على الغذاء بعد أن ينتهى المدراء أولاً من
غذائهم.
كما تتطلب الوظيفة
مهارات عالية فى التفاوض ومهارت شخصية ممتازة ويفضل أن يكون الشخص حاصلاً على
شهادة فى الطب واخرى فى التمويل وثالثة فى الفنون الاستعمارية ، كما يجب أن يكون
قادراً على لعب كثير من الادوار. يحتاج المدراء إلى أهتمام متواصل ودائم وقد يتطلب
ذلك السهر طوال الليل معهم .. وعلى من يقبل العمل أن يكون قادراً على العمل فى
بيئة فوضوية وأن يتخلى عن حياته الخاصة وأن ينسى الاجازات الرسمية والاعياد فالعمل
يزيد فيها بشكلٍ كبير ومطلوب منه أن يؤدية بمزيد من السعادة والسرور الواضحين على
تصرفاته .. كما أنه لا يوجد وقت للنوم.
أكد أن العلاقة
التى ستتكون مع المدراء ستحمل الكثير من المعانى الجيدة كما أن من يقبل بالوظيفة
سيحصل على شعور رائع لمساعدته لهم أما بالنسبة للمرتب فلن يتلقى أى شئ على
الاطلاق.وبالطبع قُبلَ بالاستهجان والرفض وأن هذا يبعد كل البعد عن الانسانية وفيه
إجحاف شديد فما كان منه إلا أنه سأل " ماذا لو قلت أن هناك من يشغل هذا
المنصب فى الوقت الحالى؟ فى الواقع بلايين من الاشخاص..إنهم الامهات .
تذكرت هذا الفيديو
القصير الذى لخص دور الام وما تقوم به من مجهود للحفاظ على قوام اسرتها بتطوع كامل
دون إلزام غير حبها لاسرتها وابنائها ورغبتها فى منحهم كل ما فى قدرتها وحتى ما
يفوق قدرتها .. تذكرته وأنا أقرأ سطور منشور صغير على الفيس بوك ينعى أم ماتت وهى
تنتظر إنتهاء ابنها من تدريب السباحة .. ماتت تجلس وحيدة قد تكون مهمومه أو حزينه
أو لا شئ على الاطلاق .. بالطبع أعمارنا كلها بيد الله لا شك فى هذا ولكن ماتت هذه
الام والسؤال الذى خطر فى بالى هل شعرت بالتقدير لما تقدمه من مجهود وإفناء للنفس
عن طيب خاطر؟
الامهات يبذلن
الغالى والنفيس ولا ينتظرن سوى التقدير ولكن للاسف لا يتلقون أبسطة فى أغلب
الاحوال ويصبح ما تقوم به متطوعة هو الاساس وإذا حدث منها أى تغيير لاى سبب كان
تعب أو نسيان أو حتى ببساطة لتدلل نفسها تتلقى اللوم من الصغير قبل الكبير قد يكون
اللوم بالنظرة قبل الكلمة .
والان بعد أن رأيت
تفاصيل تلك الوظيفة التى منحها الله الجنة مكافأة لتعبها لا تنسى أن تمنح أمك
وزوجتك بعض التقدير والاستحسان لما تقوم به حتى لو كان من وجهة نظرك بسيط وسهل
وواجب عليها ، وتذكر كلما نظرت لطفل أعجبك مهارة من مهارته .. أسلوب كلامة ..
تفوقه الرياضى أو الدراسى .. هندامة ونظافته .. أو أعجبتك وجبة طعام وترتيب منزل
أو أبهرك نجاح زميل وحفاظة على مظهره أن كل هذا ورائه جندى مجهول هو أم وزوجة
وأخت.
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة