بكيزة وزغلول
بكيزة وزغلول
بكيزة وزغلول
فاطمة عمارة
حملت بداية شهر نوفمبر خبر " تعويم الجنية " وها هو الشهر ينحصر ومازال صدي هذا القرار فى الأجواء .. فبغض النظر عن ما اطلقه الشباب من " كوميس " ونكات على القرار وتبعايته إلا أن آثاره على أرض الواقع شبيه بمخلفات أعصار فى بعض البيوت .
لا أعرف سبب يجعل " بكيزة هانم الدرملي " تقفز فى ذاكرتى كربط ذهني لما حدث لها وما يحدث للطبقة الوسطي للمجتمع .. فقد استيقظت " الهانم " لتجد الدنيا كما عرفتها تتهاوي زوجها توفي تاركاً اياها مديونه وتركه تتمثل فى ابنه لم تعرفها " زغلول" مناقضة تماماً لكل ما عرفت من البشر ..وهو مشابه لارض الواقع حيث أدي القرار الاقتصادي إلى ارتفاع فى اسعار السلع وبشكل مبالغ فيه وبدون تفرقه بين ما تم انتاجه قبل القرار وما تم بعده.
هذا جعل قصة السودانى المغترب فى ايرلندا تتدوال على كل وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة بعنوان "هل انا حرامي؟؟" ويذكر فيه موقفين له هناك الاول عندما تبقى له جنية استرليني من رسوم الامتحان لعدم وجود "فكة" وعودته إلى بلده ليفاجأ بخطاب من ادارة الجامعة وشيك بالجنية المتبقى .. مع العلم ان قيمة الظرف والطابع اكثر من هذا الجنيه .أما الموقف الثانى فهو ملاحظته فى محل البقالة الذى يتعامل معه هناك بأن صاحبته العجوز وضعت سعرين مختلفين على نفس النوع من الكاكاو فسألها إن كان هناك أختلاف بينهما فأنكرت موضحة أن الاثنان نفس النوع والجودة ،وشرحت له إن مشاكل حدثت فى الدولة المصدرة أدت إلى ارتفاع سعر الدفعة الجديدة. فأقترح عليها أن تخلط الرفين ولن يعرف أحد فما كان منها إلا أن سألته " هل أنت حرامي؟"
الأمانة لا تحتاج إلى دين ولكنها أخلاق .. وما يحدث الأن من رفع اسعار السلع بشكل يكاد يكون أسبوعي سيؤدى إلى كثير من المشكلات الاقتصادية قد تعصف بأسر الطبقة المتوسطة.. تلك الطبقة التى تكافح وهى تحاول التشبث بمستوي حياة نجحت فى الوصول له بجهدها وعملها وحلول نجحت فيما سبق لتحقيق احلام بسيطة فى ظاهرها إلا أنها كبيرة داخلهم .
بكيزة هانم وجدت من يساندها ويأخذ بيدها ويرشدها لتوائم حياتها الجديدة ومتطلباتها ولتجرب وللمرة الاولى فى حياتها كيف تكسب وتأكل من عمل يديها .. أما طبقتنا المتوسطة والتى لم تتوقف عن العمل لسنوات طويلة تشعر أن تعبها لا يُجنى الثمار المتوقعه منه .. وأن خط النهاية فى السباق المسعور خلف لقمة العيش بَعد أميال عما كان منتظر .. وأملهم الذى تشبثوا به فى استمرار الحياة كما عرفوها بات حلماً بعد أن كان حلمهم تحقيق حياة أفضل .
بكيزة وزغلول
فاطمة عمارة
حملت بداية شهر نوفمبر خبر " تعويم الجنية " وها هو الشهر ينحصر ومازال صدي هذا القرار فى الأجواء .. فبغض النظر عن ما اطلقه الشباب من " كوميس " ونكات على القرار وتبعايته إلا أن آثاره على أرض الواقع شبيه بمخلفات أعصار فى بعض البيوت .
لا أعرف سبب يجعل " بكيزة هانم الدرملي " تقفز فى ذاكرتى كربط ذهني لما حدث لها وما يحدث للطبقة الوسطي للمجتمع .. فقد استيقظت " الهانم " لتجد الدنيا كما عرفتها تتهاوي زوجها توفي تاركاً اياها مديونه وتركه تتمثل فى ابنه لم تعرفها " زغلول" مناقضة تماماً لكل ما عرفت من البشر ..وهو مشابه لارض الواقع حيث أدي القرار الاقتصادي إلى ارتفاع فى اسعار السلع وبشكل مبالغ فيه وبدون تفرقه بين ما تم انتاجه قبل القرار وما تم بعده.
هذا جعل قصة السودانى المغترب فى ايرلندا تتدوال على كل وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة بعنوان "هل انا حرامي؟؟" ويذكر فيه موقفين له هناك الاول عندما تبقى له جنية استرليني من رسوم الامتحان لعدم وجود "فكة" وعودته إلى بلده ليفاجأ بخطاب من ادارة الجامعة وشيك بالجنية المتبقى .. مع العلم ان قيمة الظرف والطابع اكثر من هذا الجنيه .أما الموقف الثانى فهو ملاحظته فى محل البقالة الذى يتعامل معه هناك بأن صاحبته العجوز وضعت سعرين مختلفين على نفس النوع من الكاكاو فسألها إن كان هناك أختلاف بينهما فأنكرت موضحة أن الاثنان نفس النوع والجودة ،وشرحت له إن مشاكل حدثت فى الدولة المصدرة أدت إلى ارتفاع سعر الدفعة الجديدة. فأقترح عليها أن تخلط الرفين ولن يعرف أحد فما كان منها إلا أن سألته " هل أنت حرامي؟"
الأمانة لا تحتاج إلى دين ولكنها أخلاق .. وما يحدث الأن من رفع اسعار السلع بشكل يكاد يكون أسبوعي سيؤدى إلى كثير من المشكلات الاقتصادية قد تعصف بأسر الطبقة المتوسطة.. تلك الطبقة التى تكافح وهى تحاول التشبث بمستوي حياة نجحت فى الوصول له بجهدها وعملها وحلول نجحت فيما سبق لتحقيق احلام بسيطة فى ظاهرها إلا أنها كبيرة داخلهم .
بكيزة هانم وجدت من يساندها ويأخذ بيدها ويرشدها لتوائم حياتها الجديدة ومتطلباتها ولتجرب وللمرة الاولى فى حياتها كيف تكسب وتأكل من عمل يديها .. أما طبقتنا المتوسطة والتى لم تتوقف عن العمل لسنوات طويلة تشعر أن تعبها لا يُجنى الثمار المتوقعه منه .. وأن خط النهاية فى السباق المسعور خلف لقمة العيش بَعد أميال عما كان منتظر .. وأملهم الذى تشبثوا به فى استمرار الحياة كما عرفوها بات حلماً بعد أن كان حلمهم تحقيق حياة أفضل .
تعليقات