حقل الألغام (3)
حقل الألغام (3)
فاطمة عمارة
المشى فى حقل ألغام قد يكون أيسر من الحديث الأن.. فعرض الحقائق بموضوعية قارئة والحرص على أنتقاء الالفاظ وتنحيه أى مؤثر آخر يجعل الامر فى غاية من الصعوبة .. ولكن هذا ما وجدته فيما اعلنت على عرضه من الكتب.
يؤكد محمود عبد
الحميد فى كتابة حقوق المرأة بين الاسلام والديانات الاخرى أن المرأة فى الاديان
الكتابية السابقة للاسلام لم تزد شأناً عن الامم الوثنية إلا فى قليل وهذا ما
نقلته الكتب المقدسة الحالية من تعاليم نسبوها إلى الله عز وجل.
المرأة هي سبب
المعصية الاولى وسبب الخروج من الجنة هذا ما ورد فى التوراة فى سفر التكوين ولهذا فى تتحمل التعب فى الحمل والولادة عقاباً
لها..في المقابل يُحمل الاسلام عبء الخطيئة شركة بين الزوجين وإن وجهت الآيات
اللوم إلى سيدنا آدم وفى بعض المواضع يتحمل هو الوزر وحده وذلك فى آيات سور البقرة
وطه.
استمرت معاملة
المرأة كالمتاع فللاب حق بيع ابنته ، ولا ترث الفتاة إلا إذا لم يكن له ولد وتفقد
الحق فى الميراث بزواجها فينتقل للزوج .. وهى وكل ما تمسه نجس فترة الطمث و كذلك
إذا نجبت انثى ولمدة اسبوعين أما اذا كان المولود ولد فهى نجس لمدة اسبوع واحد فقط
وعليها التكفير بذبيحة للكاهن عن تلك النجاسة وذلك حسب سفر اللاوين. وإذا مات
زوجها فهى تعرض نفسها علي اخية ولا حق لها أن تتزوج اجنبي (سفر التثنية).. أما
التلمود الكتاب الثانى لليهودية ، فيصرح أن المرأة من غير بنى اسرائيل ليست إلا
بهمية ولذلك فالزنا بها لا يعتبر جريمة .
ونظراً إلى أن
المسيحية تؤمن بالتورأة ككتاب مقدس فأنهم يعتبرون أن الجنس البشرى كله تعرض للهلاك
بسبب المرأة وحسب عقيدتهم تفضل الله بنعمة
الفداء المتمثل فى صلب السيد المسيح ( حاشا لله ).. استمر تقليل احترام المرأة
ومنعها من التزين والملابس الغالية والتعليم ،وهى خاضعة للرجل ، من الاحرى بها عدم
الزواج والرهبنة أفضل لها وإذا مات زوجها فمن الافضل عدم الزواج مرة اخرى وأدلته من
انجيل يوحنا ومتى ورسائل بولس وبطرس.
انعقد مجمع "
ماكون" فى القرن الخامس الميلادى وبحث فى المرأة وتكوينها وهل هى جسم بلا روح
ام بها روح ، وهل روحها تامة ام لا وانتهو إلى أن جميع النساء أرواحهن غير تامة
ماعدا السيدة مريم . ويذكر أن حال المرأة ظل كذلك حتى عصر متأخر ولكن فى العصر
الحديث صدر فى اوروبا بعض القوانين التى تقيد المرأة .. فالمادة 217 من القانون
الفرنسى تقر أن ليس لها حق التصرف فيما تملك بدون أذن زوجها حتى لو كان الزواج قائم على الفصل بين الممتلكات
، وصدر فى انجلترا أمر ملكى من هنرى الثامن يحظر المرأة قرأة الكتاب المقدس ولم
يكن لها حق التملك حتى 1882. وظل للازواج فى انجلترا حق بيع زوجاتهم حتى القرن
الحادى عشر ، ومُنعت من الخروج في غياب زوجها . أما عصر الفروسية الأوروبى الذى اُعتبر
عصر المرأة لم يكن تقديراً لها إلا انها للمتعة.
هذا ما ذكره
الكاتب عن اهل الكتاب سائقاً الادلة من كتبهم المقدسة .. وفى المقابل أتى الاسلام
ليرفع شأنها ويخصص لها سورتين ( النساء
والطلاق ) وكذلك كرم السيدة مريم بسورة ، ومنحها الكثير من الامور سنشرحها
بالتفصيل فى القادم من المقالات.
تعليقات