دقيقة واحدة

دقيقة واحدة:

دقيقة واحدة
فاطمة عمارة
" دقيقة واحدة
" هى الحكمة التى باعتها سيدة عجوز لمغترب ساعدها دون تردد ودفع عنها فرق
تذكرة سفرها .. نصحته إن عليه فى كل مرة يريد أن يتخذ قراراً أو يفكر فى أى مسأله
فى الحياة يمنح نفسه  دقيقة واحده إضافية  قبل اللحظة الحاسمة للقرار ، ستون ثانية لاغير
. فهذه الدقيقة قد تتغير أموراً كثيرة نظراً إلى كم المعلومات التى عالجها العقل
خلالها.
والشرط هنا أن يتجرد عن
نوازع نفسه ، وأن يُودع في داخل عقله وفي صميم قلبه جميع القيم الإنسانية والمُثل
الأخلاقية دفعة واحدة ويعالجها معالجة موضوعية دون تحيز .. فقد يكتشف أن الطرف
الآخر لديه الحق بعد أن كان هو صاحب الحق وقد يجد فيها العذر قبل إيقاع العقاب وقد
تكون هذه الدقيقة سبباً فى تغيير قناعته بخصوص خطوة مصيرية فى الحياة .
فلا جدوى من التفكير
مهما طال الوقت إذا كان الإنسان مشبع بأهواء النفس ورغباتها فهنا ستنطبق عليه
الآيات الكريمة  (
إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر *ثم نظر* ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر ) .. فإذا جعلتنا تلك الدقيقة أكثر تمسكاً بإنسانيتنا وأكثر بعداً عن أهواؤنا وغرورنا
فقد تكون سبباً لتغيير مجرى الحياة لنا . تغيير للأفضل لأنها طُبقت بأخلاق إنسانية
.
ووصف الشيخ الطريفى
العقل بإنه مثل الميزان لا يصح الوزن فيه وهو مائل فيجب تجريد كفتيه من كل الشوائب
حتى تُصح النتائج. ووقت الفراغ يعتبر البيئة المثلى لنمو نوازع النفس وتفرعها
فيكثر الانسان فى التفكير فيها ولهذا علينا أن نشغل أنفسنا ببمارسة هواية ما أو
رياضة بسيطة لنساعد العقل فى التحرر من قيود الأهواء وأن نثق فى أنفسنا وقدرتنا
على التفكير السليم الخالى من الشوائب .
دقيقة تفكير إضافيه قد
تكون ميزة بالتأكيد ولكن علينا دائماً تقبل فكرة فشلنا فى الوصول إلى الصواب ..
فاتخاذ قرار صائب ليس من المهارات التى يمكن تعلمها ولكن مع تكرار المحاولة
والاجتهاد والتفكير نستطيع أن نحقق نسب مرتفعة من القرارت السليمة مع الوضع فى
الاعتبار أن القرارات التى اثبتت الأيام خطائها كانت جيدة وقت اتخاذها وفق تحليل
العقل للإيجابيات والسلبيات المطروحة .


الخلاصة من القصة
السيدة العجوز والمغترب رفيق سفرها أن نتأنى فى قراراتنا ولا نندفع فى الحياة دون
تفكير و" دقيقة واحدة " قد تكون الفيصل فى التغيير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة