الوقوع بين النصيب والقرار

الوقوع بين النصيب والقرار:

الوقوع بين النصيب والقرار
فاطمة عمارة
نكرر دائماً أن ما
حدث لنا من عدم توفيق في شيءٍ ما على شماعة النصيب، قاصدين بها أن الله قدر ما
يحدث، مستسلمين للأمر وكأن لا نملك من أمرنا شيء، غافلين عن أن الله منحنا القدرة
على اتخاذ القرار وبيدينا أن نغير ما وصلنا إليه من نتيجة.
والخطأ الثاني
الذي نقع فيه، هو مساواة القدر بالنصيب، ولكن هناك فرق بينهما يمكن استخلاصه من
معناهما اللغوي، فالقدر في قاموس المعاني الجامع يأتي بمعني (الوقت، مكان، مبلغ،
وهو القضاء الذي يَقضي به الله على عباده) وبالتالي لانملك فيه قصد أو تدبير؛ أما
النصيب فهو (الحظُّ من كل شيء ، جزء من شيء) وهو ما يمكنا تغيرة بالجد والأجتهاد.
ومن هنا يمكنا
القول إذا كان القدر هو الالتحاق  بكلية ما
ولم تكن وفق ما يرغب ويتمنى الطالب فإنه يمكن بجده واجتهاده أن يحقق النجاح
والتفوق فيها فهذا قراره هو. فنحن مسئولون عن أحوالنا بعد وقوع القدر. فالموت قدر
من الله لا يمكن لأحد منا التدخل فيه أو تغيره فإذا أصبحت أسرة بدون عائلها
فبأيديهم القرار أما العيش عالة على المجتمع أو البحث عن مورد رزق شريف .
المسئولية تقع على
عاتقنا، لنعرف متى علينا أن نتخذ قرار هام بتغير وضع ما، فدخول أشخاص في حياتنا
كالزوج ، الصديق، الزميل في العمل أو الدراسة قدر لا نملك فيه شيء، ولكن استمرار
تواجدهم في حياتنا قرار علينا أن نعرف متى نتخذه، البعض يستسلم تحت اسم "
قسمة ونصيب" والبعض يملك الشجاعة لاختيار البقاء أو المغادرة. قد يتأخر هذا
القرار بعض الشيء للتروى ومحاولة الإصلاح ولكنه يبقي دائماً خطوة حتمية علينا
اتخاذها.


سعادتنا قرار في أيدينا
نحققها باختيارتنا، فما يمنحه الله لنا هى الأسباب والأدوات لنصل إليها، فلا ننتظر
من أحد أن يقدمها لنا على طبق من فضه، فبدون تعب وجهد لن ينبت ما زرعنا، فلا أحد يحارب
في معركة غيره، فتسلح بالشجاعة واختر معاركك واستمد قوتك من داخلك، من رغبتك في
النجاح. قد تسقط مرة وتنجح مرة فلا تقلق فلكل حصان كبوة ولكن لا تستسلم .فالله كتب
علينا قدره ومنحنا قوة الاختيار فتوكل عليه واسعى لهدفك ولا تتواكل بدعوى أن كل ما
يحدث لنا مكتوب فوق جبيننا وعلينا رؤيته. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة