الدليل الذكي للتعامل مع المُستغل

الدليل الذكي للتعامل مع المُستغل:

الدليل الذكى للتعامل مع المُستغل
فاطمة عمارة
تحرص على تقديم يد المساعدة للجميع، لا تبخل بمشورة أو خدمة حتى لو بذلت
فيها وقتك وجهدك وأموالك. وفجأة تتوقف في لحظة فارقة تعترف فيها إنه يتم استغلالك
بشكل ما. هل حقاً نقع في مصيدة الاستغلال بإندفاع منا ورغبة حقيقية في المساعدة؟
وهل فات الوقت على الخروج منها؟ كحال الكثير من المواقف، بمجرد فهمنا للدوافع
والأسباب تمكنا من حل المشكلة من جذورها.
أكثر من يقع ضحية للاستغلال هؤلاء الذين يسعون لتغيير العالم إلى الأفضل
فهم يرديون أن يؤمنوا أنهم يحدثون فرقاً في حياة من حولهم ويتجاهلوا القراءة بين
السطور.وقد يكون العمرسبباً وخاصة كبار السن فيتم استغلال وحدتهم وعاطفتهم، وكذلك
الشباب صغار السن لافتقارهم للخبرة،كما يعتبر من يشعر بالتعاطف المفرط هدفاً سهلاً.
والطموح قد يعمى أعين صاحبة عن رؤية الصورة الصحيحة فيتم استغلاله بسهولة. قد تكون
صيداً سهلاً لقلة خبرتك أو مركزك الوظيفي أو المادى أو لعاطفتك تجاه صديق أو
العائلة، أما الأكثر خطورة فهو الحالة التي يرى المستغل فيها الناس ببساطة يطالبون
بالاستغلال فهو هنا لا حدود له. وتتدرج مستويات الاستغلال من بسيط إلى خطير،
عاطفية ومالية وشخصية ونفسية وفي الغلب خلط كل هذا معاً.
إذا كنت ترغب حقاً في الخروج من تلك الدائرة، فتوقف عن التفكير بنفس
الطريقة الأولى التي أوقعتك داخلها، توقف عن ممارسة دور الضحية التي يستغلها
الجميع، أبحث داخل نفسك عن الأفكار التي كانت سبباً فيما أنت فيه فلا ينقصك إمكانات
أو مهارات. ضع لنفسك قواعد وتمسك بها وتقرر ما يشكل استغلال بالنسبة لك لا تغير من
شخصيتك الأساسية ولكن أفهم من حولك. أكتشف نقاط ضعفك وأعمل على فهمها جيداً
والتعامل معها ومعالجتها.
قد يكون من الصعب التغلب على مثل هولاء الأشخاص، فمن السهل لهم الالتفاف وتغير
الوضع لصالحهم، فعليك تعلم التسويف والمماطلة إذا لم تنجح في الرفض الصريح. قد
تصاب بالشعور بالذنب لرفضك المساعدة المطلوبة منك ولكن قاوم وتحمل بعض الوقت لتنجح
في إنقاذ نفسك. أفرض حلول وسطية تشعر الطرف الآخر من خلالها بنجاحه في مأربه ولكن
الحقيقة إنك فرضت شروطك وحجمت الاندفاع. نجاحك في الخطوة الأخيرة سيدفعك للتميز
عليه ويساعدك على الوقوف بشكل أقوى في المرة التالية. في بعض الأحيان يكون إنهاء
العلاقات هو الحل الفعال ولكن هناك علاقات لا يمكن إنهائها فعليك المقاومة وإعادة
التوازن الصحيح لشكل العلاقة.
لا تنس في تعاملك مع الناس إن الرسول صلى الله عليه وسلم كما حثنا على
مساعدة الغير في قوله  "وَاللَّهُ فِي
عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" إلا إنه علمنا أن
"لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْن"
  فتعلم أن
تغربل من حولك وتتعلم من تجاربك فتستطيع أن تقيم من حولك تقيماً صحيحاً.











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة