أنا مدمنة

أنا مدمنة:

أنا مدمنة
فاطمة عمارة
أقر واعترف أنني
مدمنة.. مدمنة لكل ما تحتويه من مركبات محفّزة.. مدمنة لمرارتها وحلاوتها، لابيضها
وأسودها ، لكل أشكالها واحجامها ، وكل أضافتها. اللحظة التي تدخل فيها الجسم تمنحه
احساس لا توفيه الكلمات حقاً، فيبدأ الدم للإنطلاق لأشعر بسريانه فيزيد من حساسية
براعم التذوق في الفم لتنطلق بعدها راحة الشعور بالإكتفاء والتميز.. هي حالة
تجعلني أعلنها بصراحة.. أنا مدمنة "شوكولاتة".
هناك نوعين من
الأشخاص، عاشقي الشوكولاتة وهولاء الذين لا يهتمون بتلك النكهات الغنية والشعور
الذى تمنحه قطمة واحدة منها. وبإرادة حرة تنازلوا عن تلك القوة الفريدة التي
يمكنها أن تغير حالتهم إلى الأفضل وتساعدهم على تخطي الأزمات، استغنوا عن لحظات
الخصوصية والتفرد واكتفوا بأن يبقوا عاديين.
ويمكنك تميز مدمني
الشوكولاتة - أمثالي- بسهولة في أي مكان، فهم لا يحتاجون لكثير من الوقت لإختيار
صنف الحلوى أو نكهة الأيس كريم فإختيارهم  دائماً
"شوكولاتة"، هم أقل توتراً 
وأكثر سعادة وهذا ما أثبته دراسات علميه بأن قطعة منها يومياً يقلل التوتر،
بالنسبة لهم لا فرق بين الشوكولاتة البيضاء أو الغامة، دائماً مخبأ لديهم بعض قطع
الشوكولاته في أماكن تواجدهم حتى لو يخضعون لنظام غذائي صارم، ويفضلوا غمس الفاكهة
بالشوكولاته السائلة عن تناولها كوجبة خفيفة، لا توجد كلمة "يكفي" أو
"شبعت" أمامها فدائماً يمكن تناول المزيد، يمكنهم استبدال أي وجبة بها،
تشعر بسعادتهم الغامرة لحظة إهدائهم قطعة منها أو دخولهم لأحدى المحال المتخصصة
ببيعها، وجميعهم ينظروا لك بدهشة عند اعترافك بعدم حب الشوكولاته ويعلنوا عدم
فهمهم كيف حدث هذا.
ويرجع تاريخها إلى  حضارتا المايا والأزتيك، فكانتا تصنعان شراباً
من حبوب الكاكاو وتطلقان عليه "الماء المر" لأن حبوب الكاكاو، وهي مادة
خام، طعمها مُر. وتحولت إلى هذا الطعم الرائع بعد أضافة السكر والدهون بنسب
متفاوته.
 من الناحية العلمية فهي
تحتوي على الكافيين والثيوبرومين والتربتوفان والفينيليثوليم، الناقلات العصبية
المرتبطة بالمتعة الفانيلويدي، مُركب من العائلة
 THCالعنصر
النشط  في الماريجوانا، مما عزز
تكهّنات بأنها تسبب الإدمان. فقامت دراسة في التسعينات لأثبات تلك النظرية، وقُدم
للمتطوعين شوكولاتة
 أو حبّة  فيها تقريباً كل المركبّات النشطة الموجودة في
الشوكولاتة، الحبّه وحدها لم تكن مُرضية. وهناك نظرية تُرجع السبب للسكر الموجود
بها ولكن باقي الحلويات المحتوية عليه لا تُشبع الرغبة الشديدة التي تُكفيها
الشوكولاتة. ويقول العلماء أن الرغبة  فيها
ترتفع لدينا مع الإجهاد والتوتر ،وأجمعوا أن سبب الرغبة هو الشعور بالمتعة في كل
حواسنا، من ذوبان في الفم والطعم الحلو والرائحة الغنية الكاملة والنكهات
المختلفة.
للشوكولاتة عشق خاص لن يفهمه إلا أصحابه،
ومهما سقت من أسباب لن تكون كافية لمن يتعامل معها بشكل "عادي" كأي قطعة
حلوي تحتوي على سكر. يكفي إنها لن تخذلك أبداً ولن تمل منها ابداً ودائماً رفيق مناسب
في أوقات السعادة والحزن.  فتحيه لهولاء
الذين اختاروا أن يكونوا للبساطة والهدوء والروعة عُشاق.









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة