سفير الكلمة

سفير الكلمة:

سفير الكلمة
فاطمة عمارة
"الكلمة"
هي وسيلة التواصل، لها قوة وتأثير فبها تبدأ حروب وتعقد معاهدات، وبكلمة تنشأ أسر
وبمثلها تُهد، هي سلاح إذا احسن صاحبها استخدامه تغير العالم من حوله. و"سفير
الكلمة" لقب يحمل في طياته الكثير من المسئولية ويمنحه متحف الكلمة. فما هي
القصة وراء اللقب والجهة المناحة؟
متحف الكلمة منظمة غير ربحية  بدء نشاطه في
نوفمبر2009 كجزء من مؤسسة سيزا إجيدو سيرانو، التي تهدف إلى تعزيز الفن واستخدام
الحوار كأداة لتحقيق السلام بين الثقافات والأديان المختلفة مقره
 في توليدوباسبانيا. وابتدءً من 2014 عقد المتحف
مسابقة سنوية  للقصة القصيرة جداً (100
كلمة)
 يمنح المشاركين بها لقب "سفير
للكلمة" وذلك بعد اجتماع مجلس الأمناء.
مسابقة هذا العام
والتي فتحت أبوابها في يونيو العام الماضي واغلق في اليوم العالمي للكلمة والتى
تحتفل به المؤسسة في 23 نوفمبر من كل عام، تقدم لها
43185 قصة من 172
دولة باللغات الأربعة المسموح المشاركة بها وهي الأسبانية، الأنجليزية، العربية،
والعبرية. وأُعلن أن مصر من ضمن الدول العشر  الأكثر مشاركة هذا العام بالإضافة إلى مشاركات
عربية من سوريا، العراق، اليمن والسعودية. وقد سبق أن فازالقاص المصري طارق امام،
والقاصة المصرية سعاد سليمان في دورات سابقة. تضم لجنة التحكيم 27 من أساتذة
ومتخصصين في اللغة تختار 300 قصة فقط تتأهل للنهائيات وتتنافس على الجوائز
الممنوحة، وتقوم لجنة دولية باختيار الفائزين. ويُسلم الجائزة ملك اسبانيا في
احتفال بالقصر الملكي.
ومطلع هذا الأسبوع
وصلت بالفعل رسائل إليكترونية تهنيء المشاركين بأنهم تم اختيارهم كسفراء للغة الأسبانية
وسفراء للكلمة في بلادهم. وبالطبع فرح من وصلهم الرسالة وقاموا بنشر الخبر بطرق
مختلفة على وسائل التواصل الإجتماعي. فرح معهم من فرح، وخرجت بعض الأصوات التي
تقلل من شأن هذه الشهادة وهذا الاختيار، فمن يقول أنها رسالة آلية لكل المشاركين
ولا قيمه لها ومن يشبها برسائل النصب التي تدعي بوجود آثار مدفونة وآخرون قرروا
أنها رسائل تحمل فيروسات والسبب كثرتها. الغريب أن كل هذه التكهنات حدثت فقط بين
المصريين كأنهم لا يفرحوا لبعضهم البعض. لم ينظر أحد أن سبب كثرتها أن عدد
المشاركين من مصر هم الأكثر بين الدول العربية، ولا أنهم بذلوا جهد فكري ليصيغوا
قصة متكاملة في هذا العدد القليل جداً من الكلمات، ولا أنها وسيلة محترمة للشكر
على الاهتمام والمشاركة.
أن تكون ممثلاً
للكلمة هي مسئولية بكل تأكيد وليس تشريف فقط. فإذا كنت تحرص من قبل أن تتكلم وتكتب
ما يجول بخاطرك، فاليوم وأنت تحمل هذا اللقب فعليك مسئولية أكبر للتأكد من كل كلمة
تكتبها وما تحمل من معني ومن تؤثر بهم الكلمة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة