سوء تفاهم

سوء تفاهم: سوء,تفاهم



سوء تفاهم
فاطمة عمارة
حوار عادي تحول إلى مشادة كلامية وارتفعت الأصوات يحاول كل طرف اثبات وجهة
نظره، وشاءت الظروف أن أكون في المنتصف أشهد على جدال لا أساس له وأشرح المقصود من
حديث كل منهما للآخر، مجرد سوء فهم أدى إلى شجار.
إذا دققنا في احداثنا السابقة سنجد مواقف كثيرة مثل هذا بين الأهل
والأصدقاء وزملاء العمل، وقد يكون نتيجتيها قطيعة وقطع رحم، مشكلة بسيطة تحولت إلى
قضية كبيرة بسبب فشل في تواصل ناجح مع الغير.
ننقل مشاعرنا، أفكارنا، وأية معلومات عن طريق الكلام المنطق أو المكتوب حسب
اختيار كل منا، ويحدث كثيراً سوء الفهم سواء من المستمع أو القارئ وبسرعة نلقي
التهمة عليهم ويبدأ التوتر، والحقيقة أن للمشكلة طرفين ويتحمل كل منهما جزء من
الخطأ، فصاحب الفكرة فشل في نقل ما يريد بكلمات أو طريقة مباشرة يَسهل فهما،
والمتلقي أعتمد على السماع وليس الاستماع ففقد بعض النقاط وفقد المعنى.
التدرب على الحديث والكتابة بشكل بسيط وواضح يساعد على حل جزء كبير من
المشكلة، والحديث المباشر دائماً أفضل من المواربة، ولا توجد أدنى مشكلة إذا أعاد
المتحدث صياغة عباراته إذا وجد أن فكرته الأساسية لا تسل بسهوله فلكل مقامٍ مقال،
وكذلك اختيار الوقت المناسب للموضوعات الهامة التي تتطلب تركيز تام من الطرف الآخر
لتساعده أن يكون مستمع جيداً.
وهناك نقطة تغيب عنا، وهو البدء في شرح فكرة قبل اكتمال التفكير فيها،
فتتحول إلى شكل مشوه مبهم ويتوه المستمع بين دروب الأفكار المتولدة غير المكتملة،
إلا إذا اردت من حولك يقدموا المساعدة والقيام بعملية عصف ذهني حتى تكتمل الفكرة
تماماً، فقط عليك توضيح ذلك من البداية.
 هناك نقطة تلاقي تختفي تحت وطأة
الصوت العالي واحتدام الجدال، البحث عنها يساعد على إعادة حوار هادئ، وراعى
التعبيرات الجسدية التي تقوم بأرسالها عند الحديث، فالحوار يشمل حركات اليدين ووضع
الجلوس ونظرات العين بالإضافة إلى الكلمات المنطوقة وتدفع من امامك لتفسيرات لم
تقصدها، إذا كنت أنت المتلقي فتأكد مما فهمت بالسؤال عنه.
التواصل الجيد مع من نتعامل معهم مهارة اجتماعية يمكن تنميتها فقط استبدل
جملة " أنت مش فاهمني" بجملة " أنا مش عارف أوصل فكرتي" فهي
تجذب الانتباه بشكل أكبر ولا تتهمه بشيء لا تقصده وتقلل من توتر الأجواء، وكن
دائماً ممن قال عنهم افلاطون "
 الحكماء يتكلمون لأن لديهم ما يقولونه،
الحمقى لأن عليهم أن يقولوا شيئاً".
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة