بعد فوات الأوان

بعد فوات الأوان: بعد,فوات,الأوان

بعد فوات الأوان

فاطمة عمارة

تمر بنا الحياة مواقف وردود أفعال سواء كنا الفاعل فيها أو المفعول به،
وتتأرجح مشاعرنا بين خيبة أمل وسعادة، وفي بعض الأحيان ترجح كفة الخيبات نتيجة
انتظار تصرف أو رد فعل بشكل معين، فنترقب السكنات والحركات ويعتصر الألم داخلنا.

هناك من يمضي عمره كله يختار التوقيت الخطأ للتعبير عن التعاطف، الحزن،
الفرح وغيرها من أمور عليه أن يشاركها مع من حوله أو على الأقل من يهتم بأمرهم،
وكأنه رفع شعار "متأخر أفضل من عدمه"، تجاهل أن هناك أمور تفقد معناها
عندما يمر وقتها، فالقهوة لابد أن تُشرب ساخنه.

يعز البعض الأمر قلة الذكاء الاجتماعي لصاحبه، وجزء من الحقيقة فهذا النوع
من الذكاء هو قدرة الفرد على بناء علاقات اجتماعية والتكيف في المجتمعات المختلفة،
وله أربع جوانب رئيسية أولها القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة واضحة
للآخرين ثم معرفة القواعد الاجتماعية للتفاعل معهم، وفهم الأحاديث بطريقة صحيحة
وأخيراً السيطرة على الانطباع والتي تعتمد على الجانب السابق وعليه يكون رد الفعل
الجيد والذي يترك أثر جيد فيمن نتعامل معهم، ويمكن تنميته بإتاحة الفرصة للعقل
للراحة والاطمئنان وترك التحفز جانباً.

ولكن ما يحدث من برود في المشاعر لمجرد أن العلاقة بين شخصين أصبحت من
القوة أن يفهما دواخل بعضهما البعض أو أن مساحة "العشرة" تسمح أن يتجاوزا
عن الهفوات، فهو يعتبر نوع من قلة الاهتمام لا علاقة له بالذكاء الاجتماعي، فنجد على
سبيل المثال أن بعض فترة من الزواج هناك تجاهل للمشاعر حتى البسيط منها كالشكر على
وجبة جميلة أو كوب من الشاي آتي في وقته دون الطلب، شيئاً فشيء تجف الروابط وقد
تنفصم تماماً.

هذه المشكلة ليست بين الأزواج فقط بل أصبحت موجودة في كثير من العلاقات،
فنجد من يجلس في موضع المتلقي لا يحاول أن يبذل جهد في المقابل، بل ويغضب ويحاسب
عند نقصان ما اعتاد عليه، في حين أن العلاقات السوية تقوم على تبادل المنفعة، سواء
كانت أمور معنوية أو مادية، وما يعنيا هنا هو المعنوي منها، فالكلمة الطيبة صدقة
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفضلها ما يأتي في وقته وليس بعد فوات أوانه
وإلا كما قال القدماء (بعد العيد ما يتفتلش كحك).

الكلمات الدالة:

التوقيت – العلاقات الاجتماعية – الذكاء العاطفي - الزواج