أسوان مدينة التاريخ والجمال والاستشفاء



أسوان مدينة التاريخ والجمال والاستشفاء
د. دعاء قرني – فاطمة عمارة
أقصى جنوب مصر وعلى بُعد 899 كم من القاهرة عند الجندل الأول لنهر النيل يقع أجمل مشاتي العالم، تعددت اسمائه فهو ساون أو سونو أو سونيت أي السوق في اللغة المصرية القديمة، أما في القبطية فكانت ساوان، واللاتينية سيين، وبلغة اهل النوبة بيا سون، أنها بلاد الذهب اسوان.
مدينة أسوان مقصد للسائحين من مختلف احناء العالم لما تحتويه والقري المحيطة بها من مناطق سياحية واثرية، فبها معابد تاريخية ومحميات طبيعية وجزراً للاستشفاء، ومن أهم معالم المدينة:
تقع جزيرة الفنتين مُقابل مدينة أسوان، وكانت بمثابة الحصن المنيع على الحدود الجنوبية، أشهر معالمها معبد خنوم، مقبرة الكبش المقدس، بوابة الملك أمنحتب الثاني، ثالوث ساتت وعنت، ومقياس النيل الذي يعود تاريخه إلى العصر الروماني حيثُ تظهر عليه مقاييس فيضان نهر النيل باللغات اليونانية الديموقراطية والعربية، واشتهرت الجزيرة قديماً باسم (أبو)، أي سن الفيل وتحول اسمها في العهد اليوناني إلى إلفنتين.
أما متحف أسوان فيقع في الجزء الشرقي للجزيرة، أقيم في 1898 م كاستراحة لمهندس الرى الانجليزي (وليم ولكوكس) مصمم خزان أسوان وفي عام 1912 م وبعد الانتهاء من مشروع خزان أسوان تم تحويل هذا المبنى إلى متحف، ويعد من أقدم المتاحف الاقليمية في مصر ويتميز المتحف بالموقع الفريد – حيث انه في وسط الجزيرة في المنطقة الأثرية وتحيط به مجموعة من المعابد، مقسم وفقا للعصور التاريخية ويحتوى على آثار تم العثور عليها في منطقة أسوان وجزيرة إلفنتين الأثرية يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الاسرات وكذلك سبق العصور الفرعونية والعصر البطلمي الروماني وحتى العصر القبطي والإسلامي، ويضم تماثيل الملوك والأفراد وبعض المومياوات للكبش رمز الإله وأنواع مختلفة من الفخار وعناصر معمارية وزخرفيه وعدد من التوابيت وأدوات الحياة اليومية وبعض اللوحات الجنائزية.
وفوق جزيرة الفنتين وعلى بعد نحو عشرة أمتار إلى الشمال من متحف أسوان يقع على جزيرة إلفتين وعلى بعد حوالي عشرة أمتار إلى الشمال من متحف أسوان. وتبلغ مساحة ملحق المتحف حوالي 220 متر مربع، ويحتوي على 3 قاعات عرض تم بناءه ما بين عام 1991 – 1993، وروعي في تصميمه أن يكون في منطقة أقل ارتفاعا من المتحف القديم حتى لا يحجب الرؤية عن المنطقة الأثرية والمعابد المحيطة به وله سقف زجاجي يعلوه سقف خرساني.
وتقع جزيرة النباتات وسط النيل، وسط النيل وتجمع 3 عناصر للجمال فهي تطل على الجبل الغربي المملؤ بالآثار الفرعونية التي تبدأ بمقابر النبلاء وتنتهي بمقبرة آغا خان، ووجودها وسط الجزيرة واخيراً تاريخيها الذي يعود إلى القرن ال 19 حيث انشأها اللورد كيشتنر قائد القوات الإنجليزية لتكون مقر الحملة، وتبلغ مساحتها 18 فدان مقسمة إلى ممرات طولية وتضم 695 نوع من النباتات. 
وفى مدينة أسوان، توجد مقابر النبلاء هي مقابر صخرية لحكام مدينة أسوان، تعود أصولها إلى العصور القديمة، وأبرزها مقبرة ميخو، ومقبرة سابني، وعلى كل قبر كُتب لقب الحاكم أو النبيل المدفون فيه، ونوع المهمة التي تولاها، بالإضافة إلى دوره في حماية مصر، ورحلاته داخل قارة أفريقيا.
وعلى إحدى روابي البر الغربي للنيل في أسوان وفي مواجهة الحديقة النباتية، وهو ضريح السلطان محمد شاه الحسيني زعيم الطائفة الإسماعيلية والشهير بلقب "الأغا خان"، والذي كان قد حضر لزيارة أسوان في مطلع القرن الماضي فوقع في غرامها، وقرر أن يزور المدينة كل شتاء، ويتطور العشق ليبني لنفسه قبراً على إحدى رباها ويوصي بأن يدفن فيه، وهو ما حدث بعد وفاته في العام 1959، وحرصت زوجته البيجوم أغا خان على زيارة قبرة كل عام وأوصت هي الأخرى بأن تدفن معه وهو ما حدث بالفعل، باتت المقبرة مزاراً سياحياً بارزاً.
وفوق جزيرة أجيليكا وفيها معبد وآثار فيلة، حيثُ نُقلت إليها من موقعها الأصلي في جزيرة فيلة حيث غمرت الجزيرة مياه الفيضان. 
أما جزيرة أمون الصغيرة فقد استُثمرت لإقامة فندق سياحي.
ودير الأنبا سمعان أحد الأديرة القبطية الأصيلة في مصر، وفيه كنيسةٌ تمثل صور للمسيح، بالإضافة إلى عددٍ من القديسين في الديانة المسيحية، ويرجع تاريخ الدير إلى القرن السادس الميلادي.
ومن بين الأعمال الفنية الرائعة المسلة الناقصة، هي مسلةٌ ضخمة من الجرانيت الوردي تقع على بُعد نحو 1 كم شرق النيل في الجزء الشمالي لمحجر بالقرب من أسوان، يبلغ طولها واحداً وأربعين متراً تقريباً، أما طول ضلع قاعدتها، قرابة أربعة أمتار، فيما يبلغ وزنها مئةً وسبعة عشر طناً، ويُرجح أنه بدء العمل فيها زمن حتشبسوت لنقلها لمبعد الكرنك، وتتجلى أهميتها في معرفة الطُرق التي كان يتبعها المصريون القدامى في قطع المسلات القديمة، والوسائل المُستخدمة في نحتها.
وكتتويج للجهود المضنية لليونسكو والحكومة المصرية لإنقاذ فنون وحضارة النوبة افتتح متحف النوبة عام 1997 ، ويضم المقتنيات الرائعة والتي تجذب العديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم، صممه المهندس المصري محمود الحكيم مراعياً تناغمه مع البيئة المحيطة به من صخور، تلال، وطبيعة الشمس الحارقة لمدينة أسوان، كما يضم المتحف حديقة متحفيه علي أعلي مستوى، والمقتنيات متنوعة تبدأ من عصور ما قبل التاريخ وتعرض الحضارة النوبية جنبا الي جنب مع الحضارة المصرية، فهناك قطع أثرية من عصور مختلفة، كهف ما قبل التاريخ بنقوشه الصخرية الرائعة، البيت النوبي و ما يحيطه من بحيرة، مئذنة علي الطراز الإسلامي كله يتناسب مع الجبانة الفاطمية بهذه المنطقة، ويعتبر المتحف عبارة عن نافذة للعالم داخل تاريخ النوبة الطويل من خلالها تستطيع أن تفهم تاريخ النوبة و الذي يبدو معقدا للعديد من الباحثين. 
ومن المحميات الطبيعية في تلك المدينة الساحرة محمية جزر سالوجا وغزال والتي تقع داخل نهر النيل على بعد حوالي 3 كم شمال خزان أسوان وتعد بيئة فريدة ومتميزة بكسائها الأخضر الطبيعي، وهي مأوى لطيور كثيرة نادرة مقيمة وزائرة ومهاجرة، وتتميز بوجود حوالي 94 نوعا من النباتات، وتم حصر أكثر من 60 نوعا من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض، وبعضها سجلتها آثار القدماء المصريين مثل أبو منجل الأسود، ومن الطيور المهددة بالانقراض: العقاب السنارية ودجاجة الماء الأرجواني التي لها فائدة كبيرة في تطهير البيئة من الآفات الزراعية ومن البقايا المتحللة.
أما محمية وادي العلاقي فهي تقع على بعد 180 كم شرق أسوان، ويمتد الوادي بطول 275 كم وبمتوسط عرض واحد كم، وتتميز بأنها تعد منطقة خصبة للبحوث العلمية الأساسية وبخاصة تلك المتعلقة بدراسات الجيولوجيا والحيوان والنبات، وقد تم تسجيل حوالي 92 نوعا من النباتات دائمة الخضرة والحولية مثل: الكلخ والحنظل والسينامكي والسواك وغيرها. و15 نوعا من الثدييات مثل: الجمال والماعز والحمار البري والغزلان والضباع وغيرها، 16 نوعا من الطيور المقيمة مثل: الحباري والصقور والحجل والرخمة والعقاب والبط والنعام وغيره. وذلك بالإضافة إلى بعض أنواع من الزواحف مثل: الحيات والعقارب.
وقد تم تضمين هذه المحمية تحت قائمة محميات المحيط الحيوي تحت إشراف منظمة اليونسكو.
واسوان مقصد الراغبين في العلاج من أمراض مختلفة أهمها الروماتيزم الذي كان يعالج بطرق بدائية منها إحاطة جسم المريض برمال الصحراء الساخنة.
بدأ الاهتمام في الآونة الأخيرة بسياحة المؤتمرات والمهرجانات حيث يعقد كل عام مهرجان تعامد الشمس على قدس الأقداس بمدينة أبو سمبل السياحية، مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون بمدينة اسوان، سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، المؤتمر الإقليمي لمؤسسة مجتمع الاتصالات الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المؤتمر الدولي لهندسة الطاقة الذي تنظمه كلية هندسة الطاقة بجامعة أسوان، المؤتمر الدولي للسرديات، المؤتمر الدولي الأول لمنتجات النخيل الثانوية، كما استضافت العديد من المؤتمرات الدولية في مجال الطب والأبحاث العلمية والعلاجية والسياحية للجامعات المصرية والأجنبية.
ولا يمكن ان ننسي مشاهير اسوان ومنهم الاديب عباس محمود العقاد والقائد العسكري محمد صالح حرب والشيخ صادق عرجون والفنانين محمد حمام واحمد منيب ومحمد منير.
#فاطمة_عمارةأسوان مدينة التاريخ والجمال والاستشفاء: أسوان,مدينة,التاريخ,والجمال,والاستشفاء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة