قصة يوسف .. ومبدأ ميكافلى

قصة يوسف .. ومبدأ ميكافلى




فاطمة عمارة
إن قراءة القرآن في رمضان هى من أحب الأعمال الى الله سبحانه وتعالى
وكان صحابة رسول الله صلى الله وعليه وسلم يواظبون على قراءة القرآن
ويجتهدون فى قراءته فى رمضان.والمقصود هنا ان تكون القراءة قراءة تدبر وفهم
ومحاولة الوقوف على المعانى والدروس المستفادة قدر الاستطاعة .

يجتهد كل منا فى تحقيق هذا المقصد ..وقد اوقفتنى آية فى سورة سيدنا يوسف
(لقد كان فى يوسف وإخوته آيات للسائلين) وأعدت قراءتها وبحثت فى شرحها.. 
فيقول ابن كثير فى "تفسيرالقرآن العظيم " شارحا لها ( أي عبرة ومواعظ
للسائلين عن ذلك ، المستخبرين عنه ، فإنه خبر عجيب ، يستحق أن يستخبر عنه)
وزاد الشرح فى "تفسير البوغى – معالم التنزيل " فقال (معناه عبرة للمعتبرين
، فإنها تشتمل على حسد إخوة يوسف وما آل إليه أمرهم في الحسد ، وتشتمل على
رؤياه ، وما حقق الله منها ، وتشتمل على صبر يوسف عليه السلام عن قضاء
الشهوة ، وعلى الرق ، وفي السجن ، وما آل إليه أمره من الملك ، وتشتمل على
حزن يعقوب وصبره وما آل إليه أمره من الوصول إلى المراد وغير ذلك من الآيات
. )



لقد جذب الله سبحانه وتعالى انتباهنا بهذه الآيه لنرى القصة التى وردت فى
الآيات التاليه لها بعين فاحصة وذهن منتبه متيقظ .. فأخوة يوسف كادوا
لاخيهم للوصول الى حب ابيهم.. هو ما يحدث الان فى عصرنا الحالى ليس بين
الاخوة بشكل اساسى وان كان هناك بعضها ولكنه فى كل مجالات الحياة التى
اصبحت تتسم بالتنافسية المادية.



أصبح مبدأ ميكافيلى " الغاية تبرر الوسيلة " هو اسلوب يعيش به كثيرين ..
يضع هولاء نصب اعينهم هدفهم المنشود ولا يفرق معهم اى وسيلة يتخذوها للوصول
إليه حتى وإن خالفوا الدين او تقاليد المجتمع. لقد تعرض هذا المبدأ إلى
الكثير من الانتقادات الدينية والأخلاقية ،فهو قائم على انتهاز الفرص
لتحقيق الغايات بأي وسيلة كانت حتى لو كانت هذه الوسيلة تتناقض مع الغاية
المنشودة، وبهذا المنهج تصبح الوسيلة أهم من الغاية.

لقد انزل الله سورة يوسف للتسريه عن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ما مر
به فى عام الحزن ..وليرينا أنه سبحانه وتعالى اذا ابتلى احداً فليس هذا
كرها له او مشقه  ولكن محبة وتصفية ورفع منزلة..وان فرجه وإن تأخر فهو أتٍ
لا محالة.





وعلمنا القرآن كيف نتصرف تجاه من آذانا وكاد لنا ..فها هو سيدنا يوسف يكتم
غيظه ويكرم اخوته ويحسن استقبالهم ويزودهم بما يحتاجوا اليه من مؤن ..وخطط
هو الآخر ليعطى لهم درسا فى ان الحيلة من الممكن ان تكون لهدف أسمى وان
العفو عند المقدرة هى اساس التعامل فى الحياة.

لقد بدأت قصة سيدنا يوسف بحلم .. مر خلالها بالكثير من المحن والصعاب
..حتى انتهت بتحقيقه ..واعتمدت على الثقة وحسن الظن بالله وسيلة للوصول
اليه ..وهذا هو الدرس المستفاد (بالثقة وحسن الظن تتحقق الاحلام).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة