بين مطرقة وسندان

بين مطرقة وسندان







فاطمة عمارة
يستخدم مفهوم
الطبقة الاجتماعية
للدلالة على مجموعة من الناس، تتشابه في جملة من الخصائص الاجتماعية
والثقافية التي تميزها عن غيرها من الجماعات المكونة للمجتمع،وتنقسم اغلب
المجتمعات الى ثلاث طبقات وهى العليا والوسطى والدنيا.. وتعتبر الطبقة الوسطى هى
الرابط بين الطبقتين الاخرتين ..
وتُعرف على انها مختلف الشرائح الاجتماعية
التي تعيش على المرتبات المكتسبة فى الحكومة والقطاع العام وفى قطاع الخدمات
والمهن الحرة .
اثار ارتفاع اسعار
الطاقة وآخرها البترول العديد من ردود الافعال ما بين مؤيد ورافض ولكلٍ اسبابه ..
فرفع الدعم الجزئى عن تلك السلع الحيوية سيؤثر بالسلب على السلع الغذائية ووسائل
المواصلات وغيرها ، والمؤيدون يرون انها الوسيلة الوحيده لسد العجز المتزايد فى
موازنه الدولة.واذا نظرنا للوضع بنظرة شمولية سنجد ان الاكثر تأثراً بتلك الزيادة
هى الطبقة الوسطى ..وليس معنى هذا ان الطبقة الدنيا الاكثر فقراً لن تتأثر إلا انه
لا توجد الالتزامات الاجتماعية على كتف تلك الطبقة .
حيث تلعب الطبقة
الوسطى في المجتمع دوراً مهماً فى إحداث التوازن الاقتصادى والاجتماعى ..كما انها
صاحبة الدور الفعال فى تحقيق العدالة الاجتماعية حيث تقوم بالنسبة الاكبر فى
الاعمال الخيرية والتطوعية نظرا لكثرة اختلاطها مع الطبقة الدنيا.
وجد المواطنون من
اصحاب الطبقة الوسطى بمختلف دخلوهم انفسهم بين مطرقة المطلبات وسندان ارتفاع
الاسعار وواجباته نحو المجتمع ..وحاصرته الاعلانات الرمضانية تطالبه بالمساهمة
والتبرع لسد احتياجات غيره من المواطنين من صحة وغذاء وتعليم والتبرع لمصر ..ولعبت
تلك الاعلانات على عنصرين رئيسيين هما العاطفة والدين ، ومن جانب اخر تحاول
اعلانات اخرى ان تجذبه لتأمين مستقبل ابنائه او الارتقاء بمستوى المعيشة عن طريق
الاستثمارات المختلفة ..سواء كانت استثمارات بنكية او عقارية لمستوايات سكنية
يراها فقط عبر شاشات التلفزيون.
كان هناك الكثير
من الحلول المبدئية يمكن البدء بها مثل الغاء كوبونات البنزين عن سيارات المسئولين
الحكومين كاجراء مبدئى قبل رفع الدعم عن المواطنين، وعلى هؤلاء المسئولين دفع ثمن
البنزين مثله مثل الباقين .. وكذلك كان يمكن رفع شريحة البنزين  المستخدم فى السيارات الفارهة بدلا من رفع سعر
الغاز الطبيعى والسولار كما ان رفع الدعم عن الشركات الاستثمارية والمصانع  المحتكره لبعض السلع سيساهم فى حل جزء من الازمة
الاقتصادية ، وبهذه الطريقة لن تتأثر الطبقات الاقل دخلا بتلك الزيادة.
إن من حق الدولة
رفع الدعم بشكل تدريجى إلا ان الكيفية التى تتم بها ستؤدى الى  استمرار تعرض الطبقة الوسطى للضغط وسينتج عنه
تغير فى شرائح المجتمع المصرى وتأكل فى داعمة اساسية للمجتمع ويخلق وضع اقتصادى سئ
لا يحمد عقباه.



 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة