تراويح هادئة

تراويح هادئة









فاطمة عمارة

رمضان شهر الخيرات
..نترقبه طوال العام ..فهو شهر نهذب فيها انفسنا وندربها لنعلو بها درجات . تستعتد
المساجد لاستقباله وتتزيين فيه ..ويحرص كل منا على اداء العبادات والصيام والصلاة
على اكمل وجه.
اصبح من المعتاد
ان تستخدم المساجد مكبرات الصوت فى التراويح وبعضها يستخدمها فى صلاة الفجر
ايضاً..وتتنافس المساجد فى المنطقة نفسها ..من يكون صاحب اعلى صوت حتى وان كان
الامام ليس من اصحاب الصوت الجميل  فى
قراءة القرآن ..وتتداخل الاصوات فلا يفهم منها شئ .. ولا يوجود مصلين خارج المسجد
.. ولا يراعى القائمين على تلك المساجد ان هناك من جيران المسجد المريض وكبير السن
واخوة مسيحيين يحتاجو الراحة والسكون فى بيوتهم ..متناسيين حق الجيرة التى حث
عليها ديننا الحنيف..
لقد اجابت دار
الافتاء المصرية عام 2007 عن سؤال بشان استخدام مكبرات الصوت فى الصلوات الخمس وفى
اذاعة قرآن الفجر فقالت ( لايجوز للمسلم ان يكون فتنة للناس او حجابا بين الخلق
والخالق تحت شعار الدعوة الى الله باسماع الناس المواعظ والآيات القرانية قهراً
رغم انوفهم ، وازعاجهم فى بيوتهم و اعمالهم ومزاحمتهم فى اوقات راحتهم
وانشغالاتهم. بل الامر متروك لكل مكلف بما يناسب وقته وقدرته واستعداداته، فلا
ينبغى استخدام مكبرات الصوت وسماعات المساجد فى النيل من راحة الناس ليل او نهار
تحت دعوى التذكير وتحت قدسية المادة المذاعة وحقيتها فقد قال تعالى "والذين
يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ".)
وهذه ليست الفتوى
الوحيدة بهذا الشأن فهناك فتوى اخرى صدرت عن شيوخ الافتاء فى المملكة العربية
السعودية لا تجيز استخدام تلك المكبرات فى الصلوات ..وقد حثنا الرسول صلى الله
عليه وسلم على مراعاة الجميع فقال ( لا ضرر ولا ضرار).وكان صلى الله عليه وسلم
يراعى مصالح الخلق فلا يطيل الصلاة لسماعه صوت بكاء طفل خلفة ..فكيف يكون الحال
اذا تم استخدام ما يزعج به الناس فى بيوتهم؟؟ فالترغيب فى الصلاة لا تكون بعلو
الصوت.
ان الدين الاسلامى
دين رحمة .. يحث على المودة ويدعو الى تقويته الصلات بين افراد المجتمع بكل طوائفه
..ولكن بعض تصرفات افراده تخالف فحوى الدين وهَدى السنه ظنا منهم انهم يحسنون
صنعاً بها إلا انها تؤدى فى بعض الاحيان الى نفور الناس منه ..يمكن استخدام تلك
المكبرات داخل المسجد وبصوت هادئ  فالهدف
من صلاة الجماعة التوادد والتواصل فلنجعل رمضان نقطة تحول فى حياتنا المجتمعية
ونبدؤه بتراويح هادئة.


 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة