تشريح فاطمة
تشريح فاطمة
تشريح فاطمة
فاطمة عمارة
تابعت بانتظام المسلسل الامريكى Grey's Anatomy تشريح جراى وهو واحد من المسلسلات الاكثر مشاهدة فى امريكيا . ويحكى عن العلاقة بين الاطباء المستجدون والاطباء المشرفون عليهم وبطبيعة الحال يتحول وضعهم بمرور الاعوام إلى اطباء مشرفين .. يُظهر العلاقات الاجتماعية لكل ابطاله وكذلك العلاقات العاطفية بينهم ، ولكن لفت نظرى فى اخر حلقة تم عرضها من موسمه الثانى عشر ان كل مواسمه ركزت على علاقة الصداقة بين البطلة الرئيسية التى تشرح وتحلل الاحداث والمواقف الصعبة التى تحدث لها ولزملائها وبين دائرة صغيرة من الاصدقاء.
ظهر هذا جلياً فى هذه الحلقة التى عصفت بدكتور ميرديث جراى فى ازمة نفسية عصبية حولتها إلى مهوسة نظافة لبيتها بكل جزء فيه حتى البقع القديمة للسجاد كوسيلة لاخراج انفعالها .. ظل إلى جوارها اخت غير شقيقة واخت زوجها المتوفى ثم واحد من الاصدقاء القدامى ( اليكس كاريف ) والذى تعتبره حصن امان ومستودع اسرار بديل عن صديقتها الرئيسية دكتور كريستين يانج .. الثلاثة اصدقاء لم يحاولوا الضغط عليها طوال الحلقة بل استمروا فى العمل معها على قدم وساق .. ينفذوا اوامرها ويساعدوها فى سد احتياجات الابناء دون ان تطلب منهم ذلك ،إلى ان وصلت الى الراحة النفسية المنشودة ووجدت الغطاء الخاص بزوجها المتوفى فاوقفت التنظيف واعقب ذلك حل المشكلة .. لم يتحركوا من مجلسهم إلا بعد ان اجابتهم ان كل شئ على ما يرام.
اخذت افكر فى احداث الحلقة وتعدى تفكيرى الى تشريح وتحليل المواسم الاثنى عشر كلها فى عقلى .. صحيح ان الجانب الدرامى العاطفى هو الخط الرئيسى للحلقات إلا ان المؤلفة شوندا ريميز اهتمت منذ الحلقة الاولى بوجود الصديق " الانتيم " كما يسميه الشباب .. هذا الصديق الذى يعرف كل اسرارك ويعرف مفاتيح شخصيتك جيداً بل ويعرف ما تحتاج إليه فى تلك اللحظة التى تنفجر فيها غاضباً او ينطلق جنونك .. او ببساطة لا ترغب فى شئ غير شخص يجلس فى صمت بجوارك .
ولو نظرنا فى علاقتنا جيداً سنجد ان لدينا اصدقاء كثر وينبثق منهم دائرة اصدقائنا الذين يمثلوا لنا دائرة الامان ثم منهم شخص واحد ملاصق لنا .. نعتبرة مرسأة الامان الداعمة لمركب حياتنا التى تتلاطمها الامواج .. صعوداً وهبوطاً .. نجد ان هذا الصديق وقف وبشده واصرار فى وجهة تصرف خاطئ اصررت القيام به .. ودفعك دفعاً للقيام بعمل تخازلت عنه ظناً انه غير مناسب .. وكالاسد وقف مدافعاً عنك ضد هجوم شرس من احد الحاقدين .. اول من وقف بجوارك فى حزنك واخر من تركك يوم فرحك .. ومع مرور الزمن يظن من يراكم اخوة فقد تشابهتم فى الشكل والتصرفات.
هذه الصداقة التى تجعلك شاكراً لله نعمة متسألاً عن الفعل الذى قمت به فرضى الله عنك وارسل لك هذه النعمة.. نعمة الصداقة .. التى شرحها الامام الشافعى قائلا:
اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
تشريح فاطمة
فاطمة عمارة
تابعت بانتظام المسلسل الامريكى Grey's Anatomy تشريح جراى وهو واحد من المسلسلات الاكثر مشاهدة فى امريكيا . ويحكى عن العلاقة بين الاطباء المستجدون والاطباء المشرفون عليهم وبطبيعة الحال يتحول وضعهم بمرور الاعوام إلى اطباء مشرفين .. يُظهر العلاقات الاجتماعية لكل ابطاله وكذلك العلاقات العاطفية بينهم ، ولكن لفت نظرى فى اخر حلقة تم عرضها من موسمه الثانى عشر ان كل مواسمه ركزت على علاقة الصداقة بين البطلة الرئيسية التى تشرح وتحلل الاحداث والمواقف الصعبة التى تحدث لها ولزملائها وبين دائرة صغيرة من الاصدقاء.
ظهر هذا جلياً فى هذه الحلقة التى عصفت بدكتور ميرديث جراى فى ازمة نفسية عصبية حولتها إلى مهوسة نظافة لبيتها بكل جزء فيه حتى البقع القديمة للسجاد كوسيلة لاخراج انفعالها .. ظل إلى جوارها اخت غير شقيقة واخت زوجها المتوفى ثم واحد من الاصدقاء القدامى ( اليكس كاريف ) والذى تعتبره حصن امان ومستودع اسرار بديل عن صديقتها الرئيسية دكتور كريستين يانج .. الثلاثة اصدقاء لم يحاولوا الضغط عليها طوال الحلقة بل استمروا فى العمل معها على قدم وساق .. ينفذوا اوامرها ويساعدوها فى سد احتياجات الابناء دون ان تطلب منهم ذلك ،إلى ان وصلت الى الراحة النفسية المنشودة ووجدت الغطاء الخاص بزوجها المتوفى فاوقفت التنظيف واعقب ذلك حل المشكلة .. لم يتحركوا من مجلسهم إلا بعد ان اجابتهم ان كل شئ على ما يرام.
اخذت افكر فى احداث الحلقة وتعدى تفكيرى الى تشريح وتحليل المواسم الاثنى عشر كلها فى عقلى .. صحيح ان الجانب الدرامى العاطفى هو الخط الرئيسى للحلقات إلا ان المؤلفة شوندا ريميز اهتمت منذ الحلقة الاولى بوجود الصديق " الانتيم " كما يسميه الشباب .. هذا الصديق الذى يعرف كل اسرارك ويعرف مفاتيح شخصيتك جيداً بل ويعرف ما تحتاج إليه فى تلك اللحظة التى تنفجر فيها غاضباً او ينطلق جنونك .. او ببساطة لا ترغب فى شئ غير شخص يجلس فى صمت بجوارك .
ولو نظرنا فى علاقتنا جيداً سنجد ان لدينا اصدقاء كثر وينبثق منهم دائرة اصدقائنا الذين يمثلوا لنا دائرة الامان ثم منهم شخص واحد ملاصق لنا .. نعتبرة مرسأة الامان الداعمة لمركب حياتنا التى تتلاطمها الامواج .. صعوداً وهبوطاً .. نجد ان هذا الصديق وقف وبشده واصرار فى وجهة تصرف خاطئ اصررت القيام به .. ودفعك دفعاً للقيام بعمل تخازلت عنه ظناً انه غير مناسب .. وكالاسد وقف مدافعاً عنك ضد هجوم شرس من احد الحاقدين .. اول من وقف بجوارك فى حزنك واخر من تركك يوم فرحك .. ومع مرور الزمن يظن من يراكم اخوة فقد تشابهتم فى الشكل والتصرفات.
هذه الصداقة التى تجعلك شاكراً لله نعمة متسألاً عن الفعل الذى قمت به فرضى الله عنك وارسل لك هذه النعمة.. نعمة الصداقة .. التى شرحها الامام الشافعى قائلا:
اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فلا كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ويرميه من بعد المودة بالجفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
تعليقات