احترام الاختلاف رُقى

احترام الاختلاف رُقى:







احترام الاختلاف رُقى
فاطمة عمارة

يبدأ مع كل موضوع
خلاف معارك جانبية صغيرة من مؤيدين لوجهات النظر المختلفة هدفهم اثبات صحة نظر
جانبهم وان الحق معهم .. فى صراع يعيد إلى الاذهان حمية الجاهلية والتعصب الاعمى
ونسى كل جانب انه لا توجد حقيقة مطلقة.
نسى كل جانب ان
الله سبحانه وتعالى خلق البشر مختلفين فى الشكل والفكر والمعتقدات ،وان الخلاف هو
سنة الحياة .. واذا تفكرنا لدقائق نجد ان كثير من الثوابت مختلف عليها فالله
سبحانه عن كل تشبيه اختلف البشر على الايمان به فهناك الملحدون وهناك من عبد
الابقار والاصنام إلى وقتنا هذا على الرغم من كل هذا التقدم العلمى المذهل
والاكتشافات التى مازالت تظهر وتؤكد وجود خالق منظم لهذا الكون الدقيق بل إن أكثر من
ينكر وجود الله هم من وصلوا إلى اقصى درجات العلم.. وحتى الإيمان بالله اُختلف فيه
.. فنجدهم اختلفوا على الايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم وانه خاتم الانبياء على
الرغم من إيمانهم بالله .
الاختلاف موجود
وقائم من اكبر الامور إلى اصغرها ..ولا ننسى جميعاً الخلاف الاشهر على مواقع
التواصل الاجتماعى حول لون فستان استخدم فيه تكنولوجيا الاضاءة فظهر بلونين
مختلفين ،وتبارى الجميع لاثبات صحة رأيهم.
إن الظروف المحيطة
بكل فرد وبيئته الاجتماعية ومستوى وعيه وثقافته وتجاربه الحياتيه  المختلفة، بالإضافة إلى اختلاف فى العمر والخبرة
واختلاف الأمزجة والنفسيات وبالطبع الميل النفسى الى شخص او جهات معينيه كل هذه
اسباب تؤدى إلى اختلاف الرأى .وبطبيعة الحال فى اى مجتمع واعى يكون هذا الاختلاف
اختلاف صحى منتج والهدف منه حراك مجتمعى لتقريب وجهات النظر وحل المشكلات .ونستطيع
ضرب المثل هنا بغزوة الخندق عندما طرح الرسول صلى الله عليه وسلم الموقف على
المسلمين وطلب رأيهم فكان الخلاف فى كيفية المواجهة هل الافضل البقاء فى المدينة
ام الخروج وخرج سلمان الفارسى برأيه الغريب آن ذاك بحفر الخندق وهو الذى اخذ به
الرسول.
يقول الكاتب
الكبير د. مصطفى محمود فى كتابه ( حوار مع صديقى الملحد ) : " كل واحد منا
يُحيط بجانب من الحقيقة وتفوته جوانب، ينظر من زاوية وتفوته زوايا

..
وما يصل إليه من
صدق دائماً صدق نسبي .. أما صاحب العلم المحيط والبصر الشامل فهو الله وحده
. " واكد
القرآن استمرار الاختلاف " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون
مختلفين".
يحمل بعض الاشخاص
اى حوار بمحمل شخصى فى حين ان موضوع المناقشة موضوع عام ونسوا قول احد الحكماء ( اذا
أردت اكتشاف عقل شخص فانظر اليه وهو يحاور من يخالفه في الرأى) فحوارك مع غيرك ما
هو إلا دعوة لحفل اكتشاف العقول .. والاعتراض او الاختلاف علي تصرف او موقف لا يعني
عدم الثقة او التخوين او غيره من الاتهامات التى تساق الان .. فكل حوار يهدف إلى
الفهم وتوضيح الامور التى تغيب ..وبذكاء المحوار يجعل جانبه هو الاصح بما يسوقه من
ادلة واجابات على الطرف المعارض له .. احترام الاختلاف رُقى وتقبله سعة افق
..فلنرقى باخلاقنا ونستوعب اختلافنا .

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر