ميت على قيد الحياة
فاطمة عمارة
حياة رتيبة مملة، يتساوى فيها كل شيء فلم يعد هناك ما يُحزن أو ما يُفرح،
أمس كاليوم كغدٍ، لا الأشخاص تفرق ولا الأماكن، الضحكات جوفاء، والعيون صماء لا
حياة فيها، فهو أصبح ميتٌ على قيد الحياة.
لحظة أن يفقد الشخص حلمه أو عزيز لديه تموت روحه وهو مازال يتنفس، يخبو
داخله كل أمل، فيصبح مكبل بالخيبات، يتحجر قلبه ويفقد كل ما فيه من عطف وطيبة
وحنان، يرى كل من حوله مذنبون وسبباً فيما يحدث له من عثرات إن لم يكن هم من
وضعوها في طريقه من الأساس، أنهم حولنا يعيشون ويتنفسون، ينقلوا نظرتهم السوداء
إلى من يخالطوهم.
وما الحياة إلا ثقة بالله وإيماناً به وبما أوجده لنا لنخرج من ظلمات
أنفسنا، فهو سبحانه منحنا عقل منير يمكنه الانتقاء والمفاضلة بين كل الأمور، كل ما
عليك أن تختار أوسطها فلا تتطرف في التشاؤم ولا في الأمل، أنت فقط من يقيلك من
عثرتك لا شيء دائم أبدي هذه هي سنة الحياة.
أما من حكمت عليه بالموت والجمود وهو مازال ينبض داخلك، تلك المضغة التي
ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا
صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا
وَهِيَ الْقَلْبُ) ملأته بالحزن على ما فات فأغلق أبوابه عن القادم من الحياة،
وتحول الحب داخله إلى كره وحقد وغيرة ممن يحيا حياته كأنها خاليه من المشكلات.
الأمر كله بيدك درب قلبك على
المسامحة، حب جميع الناس ولكن لا تعتمد كل الاعتماد على أحد بل اجعله على الله أولاً
ثم نفسك ثانياً، انزع منه كل تكبر وجبروت فهما سبب الخروج من الجنة، وجنتك أنت من
تصنعها فلن يزرع أحدهم الأمل على جانبي طريقك بل أنت من تفعله بنفسك، القلوب تتقلب
والأيام دول فلا يفاجئك أي تغير، فأعط كل شيء حقه بلا زيادة أو نقصان تحيا في راحة
بال.
تعليقات