فاطمة عمارة
نرسم الخطط ونحدد طريقنا لنصادف ما يدفعنا إلى تغيرها أو تعدليها، وهذا ما
حدث لي عندما شجعتني صديقة على دخول مسابقة للقصة القصيرة تم الإعلان عنها على
مجموعة من مجموعات الفيس بوك الأدبية، لم أهتم سوى بالشروط فالزمن المتبقي لتسليم
الأعمال ضيق نظراً لمعرفتي المتأخرة ولكن عزمت على المحاولة فلا يوجد ما أخسره وقد
كان، وكانت قصتي ضمن القصص المشاركة ليبدأ التواصل مع الجهة المنظمة "مبادرة
نساء مبدعات".
والحقيقة أن تصنيف الأدب نسوي وذكوري من الأمور التي تستفزني، فالأبداع لا
يقتصر على جنس دون آخر وليس له حدود، وخاصة أن هذا المصطلح خرج عن تعريفه الأساسي
بأنه الأدب المرتبط بطرح قضايا المرأة وحقوقها ليلصقه البعض مع انتشار الروايات
الأليكترونية بأقلام نسائية تُركز على قصص الحب فقط في كتباتها، أسررتها في نفسي
فالمهم العمل وكيف سيخرج للناس.
شعرت أن هناك اهتمام بكل قصة على حدى، فقد تم مناقشتي في تعديلات أضفت روح
إضافيه عليها ثم ما جرى بعد ذلك من تنسيق وطباعة وقيام كل كاتب بمراجعة قصته بنفسه
حتى خرجت المجموعة للنور وسط ندوة ختامية لأعمال المبادرة في سنة كاملة، لأعرف
وقتها أن هناك مجموعتين تسبق تلك المجموعة التي شاركت فيها، أن هناك كُتاب مشاركين
ولا يقتصر الأمر على النساء.
دفعني حسي الصحفي لمعرفة المزيد عن تلك المبادرة وما الدافع من وراءها،
كانت نقطة الانطلاق "التأسيس" على يد الأستاذة نهى محمود صاحبة دار
النشر والقاصة رشا شمس في ديسمبر 2016 بهدف أصلي هو منح الدعم الفني و الأدبي
الكامل للأقلام الموهوبة و المتميزة في كافة أرجاء الوطن العربي وتقديمها إلى
جمهور القراء من خلال المشاركة الجماعية للمتميزين في مجموعات قصصية مشتركة.
أصدرت المبادرة خلال عامها الأول ثلاث مجموعات مختلفة و متميزة، شارك فيها
كاتبات من مصر، تونس، الجزائر، المغرب، الأردن والعراق وبالأضافة إلى بعض الكتاب،
وهذا المزيج المتنوع من المبدعين يقف خلفه طاقم نسائي كامل من لجنة قراءة الأعمال،
فرق التنسيق والتصحيح اللغوي والتصميم الداخلي والخارجي والإخراج الفني الكامل
لأعمال المبادرة، بدأت عامها الثاني مع مجموعة جديدة أطلقوا عليها اسم " أهو
دة اللي صار"، وتُعد الآن للمجموعة
الخامسة.
اشتراكي في المبادرة كان بمحض صدفة ولكن استمراري فيها اختيار، فعندما أقابل مجموعة جادة متحمسة لها رؤية أدبية حقيقية تعمل بشكل منظم جداً علي رغم حداثة عمر المبادرة هذا يدفعني إلى الحرص علي أن أكون واحدة من المشاركين فيها، أكثر إيجابياتها هي الدقة في المواعيد والحرص علي تلافي الأخطاء، يسودها روح التعاون والتفاهم مما يُشجع على الأبداع، قد تكون شهادتي مجروحة ولكنها شهادة حق ممن جرب فعَلم، والآن وسط هذا الزخم الأدبي وانتشار دور النشر سواء الورقية أوالألكترونية تحتم علينا ألقاء الضوء على النماذج التي تقدم محتوى جاد ومشرف.
تعليقات