مدرسة منزلية

مدرسة منزلية:

مدرسة منزلية

فاطمة عمارة

مر شهر على بدء العام الدراسي بالمدارس والأحاديث الدائمة في كل مجلس تدور حولها، حتى المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك من يبحث عن كتب خارجية لا يجدها بمكتبة جواره، ويسأل عن مدرس يمكن أن يأتي إلى المنزل فمن سبق أن اتفق معه قبل الدراسة أعتذر الآن، وآخر تلك الأحاديث كانت بين أثنين من الزملاء يتشارك أبنائهما نفس الصف ولكن في مدرستين مختلفين اخذت احداهما تُفهم للأخرى كيفية تدريس احد الدروس التي فشلت في إيصالها لأبنها، آثار كل هذا فضولي لأسألها لِمَ عليها الشرح هي فقط تعاونه في إتمام الواجبات المنزلية فكانت الإجابة ان المدرسة لا تشرح للطلاب، لتتدخل ثالثة في الحوار أنها تحضر لأبنتها مدرسة في المنزل وكانت أمس تلومها لأنها كأم لم تنجح في جعل ابنتها تحفظ ما طلبته منها.

لملمت آرائي والتزمت الصمت وعاصفة من الغضب تموج داخلي، ونقاش قائم بين عقلي ونفسي لإيجاد حل، فبالتأكيد هذه المشكلة منتشرة فإذا كان هذا الحال في المدارس التجريبي والخاصة فما بالنا بالمدارس العامة ثم تساءلت إذا كانت الأم تقوم بدور المدرسة فليكن الحل "التعليم المنزلي" المعروف باسم Homeschooling وهو منتشر بشكل قانوني في عدة دول بالعالم منها كندا، أمريكا، البرازيل، تركيا، بلجيكا، النمسا، فرنسا، ايطاليا وغيرها، فالاعتماد الكلي أصبح على البيت ومع استمرار المدرس الخصوصي والكتب الخارجية وتحول التعليم إلى عملية استثمارية مربحه فعلينا التفكير خارج الصندوق.

يحكم العملية التعليمية المنزلية بعض القواعد والقوانين التي تختلف من دولة إلى أخري، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية تختلف بين ولايات فالبعض يتعامل معها كالمدارس الخاصة ويطالبها بالالتزام بالقوانين المطبقة عليها، والبعض يطبق قانون الحضور الإجباري من خلال مدرسين معتدين بالولاية، كذلك الحصول على موافقة من الجهة المختصة أو التسجيل في مدرسة محلية، وكل هذا لضمان حصول الطفل على تعليم صحيح، أما بالنسبة للتقييم يكون اختبار موحد أو تقييم سردي أملم معلم مؤهل وذلك حسب نظام الولاية.

لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية المدرسة ودورها لتنشئة الطفل وسط بيئة اجتماعية من اقرانه، ولكن عندما تصبح المدرسة عبء مادي ونفسي على الأسرة، فعلينا أن نتوقف لحظة ونتجه إلى سبل جديدة إلى حين تكوين كوادر جديدة تعمل بشكل فعال مع التطوير في المناهج وتملك من الضمير ما يكفي لنطمئن على أبنائنا معهم.

#تعليم #دروس_خصوصية #تعليم منزلي #homeschooling


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة