يعنى ايه حب ؟

يعنى ايه حب ؟





يعنى ايه حب ؟
سالتنى
ببراءة طفوليه " يعنى ايه حب؟ " .. تفاجأت من سؤالها وطافت فى رأسى عدة
اسئلة عن سببه ومناسبته وهل هناك ما يشغل بالها لتسعى للتأكد عن ماهية تلك
الاحاسيس داخلها؟ قررت اجابتها اولا فقلت لها ببساطة ( ان يهتم شخص باخر ..
يسعد لمجرد رؤيته ولا يفكر الا به وما يحب ) واعقبت كلامى ( خير فى حد
بتفكرى فيه ؟) وكانت الاجابة انها واخيها كانوا يناقشوا تفسيراً له وارادت
ان تتأكد من مفهومها للحب واكملت ما كانت تقوم به.
جلست انظر اليهما وافكر هل كانت اجابتى
شافيه؟ ثم تنبهت ان الاجابة كانت مقتضبة وعزمت ان اشرح لهما ان الحب رزق ..
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السيدة خديجة : (إِنِّى قَدْ
رُزِقْتُ حُبَّهَا) .. فالحب يلقيه الله فى قلوب عباده متى شاء وبالقدر
الذى يشاء .. فلا دخل لنا .. ولا يمكن استعجاله .فالحب ليس عيباً ولا
حراماً.

الحب ارتياح يجده المحب مع حبيبه .. يتحدث بحرية بلا خوف عما يشغله ويتعبه
لينتهى براحة لا يعرف مصدرها .هو ان تجده كما تحب ويجدك كما يحب .. ان
تقبلا بعيوب بعضكما البعض وتسعا لتغيرها فقط من اجل الاخر ..يعلم الاثنان
انه لا احد كامل ولكنهما كاملان معاً. الحب ان تجد الاب والاخ والصديق فى
شخص واحد .

الحب انتظار وصبر لتحقيق حلم .. لبناء حياة .. ووفاء لما بعد الحياة.. قد
يكون فيه المشقة او يكون سهلا .. الصدق والصراحة اساسه ..يتلالأ فى العيون
ويرسم هالة حول المحب فمن يراه يعرفه ..وهو لا يموت فى القلوب ولا تغيره
الايام ..تسقيه الكلمات والتصرفات.. فالافعال دوماً خير دليل ولكن لا يجب
ان ننسى ان الحب كالزهرة تحتاج ان تروى من حين الى اخر .. ويرويها عذب
الحديث .

الحب رواية انت بطلها وتكتب احداثها .. فلا تجنح بخيال فيصيبك احباط ولا
تغرق بالواقعية فيموت وليداً بين يديك .. التمس طريق وسط بين الخيال
والواقع فكثير من الاحلام تحققت ..ولا تعتقد ان كل قصة حب انتهت بفراق ..
فكثيرة هى قصص الحب المكتملة والتى اختفت فى قلوب المحبين ولم يُنقل الينا
سوى المعذبين فيه.

لا تبحث عن الحب فهو سيجدك ويعرف طريقك ويغزو عقلك وقلبك وكل جوانحك
..وعندما تلتقيه ستعرفه دون سؤال .. وسيعرف من حولك انك وجدته فكما قال
احمد رامى " الصب تفضحة عيونه  وتنم عن وجد شؤونه " .. وستتعلم كيف تتحدث
بلا كلمات وكيف تجرى ساعات فى لحظات.
fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة