ياريتنى كنت كلب

ياريتنى كنت كلب

ياريتنى كنت كلب
لفت
انتباهى جملة (يا ريتنى كنت كلب ) من سيدة عجوز تبيع بعض الاقلام على
الرصيف وهى تحدث نفسها .. فتوقفت استنكر قولها واشرح لها انه لا يصح ان
نتمنى ان نكون اقل مما كرمنا الله به فهو ميزنا عن باقى خلقه .. وعزمت ان
يكون كلامى ليناً قدر المستطاع حتى لا انفرها من فهمه تطبيقاً لقوله تعالى (
فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ).

بادرت بسؤالها ( ليه يا حاجة بتقولى كدة .. دة ربنا خلقنا وكرمنا) نظرت
بعيون يملؤها مزيج من الحزن والالم تتحدث بلا كلمات عن معاناة سنين تتحملها
صاحبتها ثم تهندت تنهيده طويلة وردت قائلة ( ونعمل ايه بس يا بنتى اذا كان
الكلب عرف ياخد حقه واحنا اللى بعقل ولسان مش عارفين) لجمتنى جملتها وبدأت
احضر فى عقلى رد يخفف عنها وابحث عن سبل لمساعدتها ولكنها اكملت متجاهله
ما قرأته فى وجهى ( الناس قامت ما قعدتش عشان الكلب اللى اتقتل .. ما
تفتكريش انى موافقة لا دة حيوان غلبان وربنا ورسلونا وصونا بالرحمة بيهم ..
بس يا بنتى احنا بشر لما نلاقى الحيوان خد حقة فى ظرف مفيش وغيره مات ولحد
دلوقت ضايع حقه .. طب بلاش مش هدور على الحق .. فين الناس اللى اتعاطفت مع
الكلب ليه ما شفناش التعاطف دة مع اخوتهم .. عارفة كنت اعرف واحد من اللى
ماتوا فى الماتش اللى فات دة القريب .. كان فاضل له سنه ويخلص كليته ويوم
ما جاب تذكرة الماتش تقوليش طلع الاول عمل هيصه وفرح ..كأنه يا عين امه
مستعجل يقابل ربه ) رديت عليها ( دة اجلهم ونصيبهم والزحمة والخوف سبب
رئيسى ....) قاطعتنى وقالت ( اقولك على سبب موت الكلب ) هززت رأسى
بالايجاب.



استرسلت ( محدش بيتعلم الرحمة .. العيال دول وغيرهم وهما صغيرين كان لعبهم
النشان بالنبله على العصافير وبعد كدة يربطوها ويجروها وراهم او يلعبوا
بها مع قطة ولا كلب .. هما نفسهم اللى كبروا شوية وربطوا الكلاب البلدى
اللى فالشارع بدبارة لحد ما قطعت لحم رقابهم .. دول لما قامت ثورة يناير
ومعاهم غيرهم كتير .. اشتروا كلاب حراسة ..فى تجارة قامت مخصوص على الموضوع
ده .. واذا كانت الناس فى الحتت الراقيه بتشتريها للحراسة فعلا .. ففى
المناطق الشبيعة بيشتروها منظرة وفتونه .. تلاقى الشاب من دول اول ما
الدنيا تليل نازل وفى ايده كلب ولا اتنين حجمهم كبير ويقفوا على الناصية
ولو شله تحسيهم بقوا شبه العصابة ويستعرضو قوتهم بكلابهم .. مش زى الافلام
كَبروا كلبهم وكبر حبهم معاه .. الكلب فى عينهم غرضه الحمايه باى طريقة ).



الرحمة لا تُعلم اخذت تلك الجملة تدور فى رأسى بعد تركى اياها .. فكم من
صور للرحمة نراها بين الحيوانات البكم التى بلا عقل وضعها الله فى قلوبهم
فنجد قطة تعطف وتُرضع جراء صغيرة ماتت امهم وتركتهم وغيرها من صور الرحمة
.. تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا
مِنْ شَقِيٍّ ) فمن لا يجد لين فى قلبه للمبتلين والضعفاء والعاجزين فهو
مُبتلى .


fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة