حياة بلا امل
حياة بلا امل
تمر
على الانسان لحظة يضيع فيها الامل .. ويتوه بين دروب الحياة ومشاكلها ..
وتتحول الالوان من حوله الى لون واحد قاتم لا حياة فيه.. ويَقفل العقل كل
مداخل التعقل .. ويَقسو القلب .. وتتحول كلمات الامل والتفاؤل الى مواعظ
يرفضها ويصبح على شفا جرف الانهيار لا يرى امل فى حياته ، يتمنى الموت
احيانا ويسعى اليه احيانا اخرى .. يتحسر على ما راح ويفقد ما يملك .
حياة بلا امل
إن وجود الامل داخل النفوس يقضى على خوف القلوب ، موجود بداخلنا جميعاً
ولكن عندما يمر الانسان بازمة وتستمر معه فتره ينسى ان يركز على هذا
الوميض الداخلى فيصبح لحياته طعم العلقم المر .. بالطبع يوجود نسب متفاوته
من التفاؤل بين الاشخاص كل حسب طبيعته الشخصية وقوة ايمانه وثقته فى الله
.. فقد نجد من مر بظروف قاسية وشظف عيش يحمل الامل والتفاؤل فى غدٍ اكثر
اشرقاً اكثر من اخركان له نصيب من الترف وراحة العيش.
لا يدرك اغلب الناس قوتهم الداخلية ولا يؤمنوا بانفسهم ولهذا فأول الخطوات
التى يجب علينا اتخاذها فى بحثنا عن الامل هى " الايمان بانفسنا" فلا يوجد
مستحيل اذا صدقنا اننا نستطيع القيام به والايمان بالنفس هو مفتاح النجاح
الذى سيجعل تكرار المحاولة حتى الوصول الى النجاح امر سهل .وبتحديد اسباب
الفشل فى كل محاولة سيصبح الوصول للهدف اقرب.
وعلينا ألا نستسلم حتى لو تكررت مرات سقوطنا ، فمن يدرى لعل المحاولة
القادمة هى محاولتنا الناجحة.ويقول د. ابراهيم الفقى ( أحياناً يغلق الله
سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكى يفتح لنا بابا آخر أفضل منه، ولكن معظم
الناس يضيع تركيزه ووقته وطاقته فى النظر إلى الباب الذى أغلق، بدلا من باب
الأمل الذى انفتح أمامه على مصراعيه) .
رحلة البحث عن شعاع نور يحملنا الى مستقبل جديد ليست سهلة وستقابلها بعض
الصعوبات فعلينا أن نبحث عن الأشخاص المملؤن بالامل والطاقة الايجابية
لنقربهم منا ونبعد عن هؤلاء المتشائمون الذين يرون دوماً نصف الكوب الفراغ
ويستقبلون يومهم بعبوس واضح .. ونبحث عن هؤلاء الباسمون الذين يحملون افكار
بسيطة حالمة ، فالاحلام دائماً ترسم مستقبلنا.
لقد وزع الله رزقه بين عباده بالتساوى يُكمل بعضنا بعضا فما ينقص عندى
موجود عند غيرى وما املكه ينقص عند اخر.. وعلينا ألا ننسى قوله تعالى (
وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم
يقنطون *أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن فى ذلك لآيات لقوم
يؤمنون ) والرزق لا ينحصر فى مال واولاد ولكنه يشمل كل جوانب الحياة ومهما
ضاقت علينا فسيأتى اليوم الذى تُفتح فيه ابواب جديدة لحياة سعيدة..ولا
ننسى ان الأمس ماضى ، والغد غامض ، واليوم هو هدية الله تعالى لنا فلنحسن
استقبال تلك الهدية التى اتت مع شمس يوم جديد ونحسن العمل بها لنستقبل ما
هو غامض بنفوس مستبشرة محملة بامل فى عطايا الجديدة.
fatma@ahram.org.eg
تعليقات