من الاقرب .. الام ام الخادمة؟

من الاقرب .. الام ام الخادمة؟

من الاقرب .. الام ام الخادمة؟
اطلقت
سنغافورة حملة توعية لحقوق الخادمات الاجنبيات حيث ان خمس الاسر بها
خادمة واغلبهم لا ياخذ راحة اسبوعية وتعمل على مدار الساعة.. ركزت الحملة
على كيفية انشاء رابطة بين الوالدين والابناء مع ابراز حق العامل فى الراحة
الاسبوعية .وحمل فيديو الحملة عنوان الامهات ضد الخادمات
تم طرح ثلاث اسئلة لكل منهما والتأكد من الاجابة من الابن نفسه والاسئلة
وتدو حول عادات الطفل وافكاره وهى..  من هو اقرب صديق ؟ ما هى المادة
الدراسية المفضلة ؟ وماذا يتمنى ان يصبح عندما يكبر؟
وكانت النتيجة ان 75 % من الخادمات اجبن اجابات صحيحة .وعلى الرغم من ان
الحملة اطلقت بمناسبة عيد العمال إلا انها لقت هجوم ورفض من الكثيريين
الذين وجهوا تساؤل حول الهدف الرئيسى لها هل هو حقا ليوم راحة للخادمات ام
لاحراج الامهات؟ بالنسبة لى فان هذه الحملة هى ناقوس خطر يدق ليس فقط فى
سنغافورة وانما لكل الاسر التى تعتمد على وجود مربية سواء محلية او اجنبية
لابنائها.
لقد تزايد الاعتماد على الخادمات  فى البيوت المصرية فى الاونة الاخيرة
بشكل كبير ، فى البداية كان لمساعدة ربة المنزل فى الاعمال المنزلية التى
لا تنتهى وخاصة اذا كانت تعمل ثم تطور الامر مع ظاهرة استقدام خادمات من
دول شرق اسيا او اثيوبيا واصبح البعض يستخدمها كواجهة اجتماعية ليس إلا
خاصة مع ما اشتهرن به من اجادة العمل وقيامهن باعمال المنزل الى جانب رعاية
الابناء وبنفس المبلغ المتفق عليه.
اصبحت الام تعتمد على تلك الخادمة / المربية فى كل شئون الابناء فهى
تصحبهم فى التمارين وترافقهم فى اللعب وتساعدهم فى تناول الطعام .. واصبح
الابناء يتحدثوا بعربية ركيكة كمربيتهم وليس حتى بالعامية .. وعندما يعلق
احد المعارف على ان الابن لا يمكنه التحدث بشكل سليم تضحك الام وببساطة تجب
" لقطها من الدادة اعمل ايه بس" .
يغيب عن الاذهان ان الام كانت وستظل هى الاقرب الى ابنائها من الاب فهى
موضع سرهم ومصدر العطف والحنان والاكثر تفهماً لاختلاف تفكيرهم وطموحاتهم
وجموحهم وطيشهم وذلك لانشغال الاب بالعمل معظم الوقت ..سواء كانت الام تعمل
ام لا فهى تعرف كيف تقنع الاب بما يريد من الابناء وتقرب بين وجهات النظر
.. كوسيط يتحدث لغة الطرفين بلا جهد او مشقة.
وعندما تختار الام بمحض ارادتها ان تتنازل عن دورها الاساسى فى تنشئة
ورعاية الابناء ويتحول الابناء الى البديل الذى يكون فى اغلب الاحيان اقل
ثقافة وتعلم من الام وليس هذا فقط لا يمكن ان تنقل المربية الى الابناء
المُثل والاخلاق مهما تم توجيها لفعل ذلك . وهناك احساس الابناء الدائم
بانشغال الام عنهم .. لقد دق الناقوس للتنبية لا ارفض وجود الخادمة
للمساعدة فى اعمال المنزل التى تستنزف الكثير من جهد الام ولكن دوما تربية
الابناء واحتضانهم يكون من مسئوليات الام فقط.
 
fatma@ahram.org.eg

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أراء حرة - رسالة من شرم الشيخ

«عمورى» على غلاف ألعاب الفيديو

سيارة الثورة