المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٥

الحياة بعد ابى

  الحياة بعد ابى فاطمة عمارة الموت والحياة وجهان لعملة واحدة ، فلا يكاد يمر يوم إلا وقد مات احد او ولد الى الحياة احد ..ويقوم الحى منا بإيصال الميت الى مستقره الاخير .. يودعه ويتركه ويعود الى الحياة مرة اخرى .ولكن هل الحياة تبقى كما هى ؟ الحياة بعد ابى تغيرت .. مرت خمسة عشر عاماً ولم تعد حياتنا كما كانت .. ينقصها احد عناصرها الهامة ، ومهما ضحكنا او استمتعنا بما نحياه إلا أن هناك شئ مفقود ولا نعرف هويته. فى صباح احد الايام غزا الشتاء حياتنا قبل موعده الحقيقى .فقد ورد اتصال بوفاة الوالد.. وكل ما شغل تفكيرى كيف اتصرف كما كان يتصرف هو فى مثل هذه المواقف.. وجدتنى ألبس بدلته واتقمص دوره وكأنه ترك خلفة رجلين وليس رجل واحد وهو اخى. ادعى اننى احسنت التصرف .. ادعى اننى صامدة صامته .. أتلقى العزاء وأواسى أمى وأشُد من إزرها فقد فقدت رفيق الدرب والروح.أدعى وأدعى إل

حساب مع النفس

حساب مع النفس حساب مع النفس فاطمة عمارة تأتى علينا لحظة نقف فيها مع انفسنا ونوقف فيها كل ما حولنا ويصل بنا الامر اننا نتمنى ان نستطيع ايقاف الكرة الارضية عن الدوران .. فلهذه اللحظة اهمية فائقة ، انها تلك اللحظة التى نبدأ فيها مراجعة انفسنا ومحاسبتها ورؤية ما حققنا وانجزنا خلال سنوات عمرنا الماضية كثرت ام قلت ، هل نجحنا فيما نصبو إليه ام وصمنا بالفشل؟ محاسبة النفس من الموجبات الروحية التى حثنا الله تعالى عليها فى قولة الكريم :   ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) فالله يأمرنا ان نراجع اعمالنا قبل الوقف يوم الحساب بين يديه .. فنستطيع ان نصلح اخطائنا قدر الامكان . والحال نفسه ينطبق على امورنا الدنيويه كلها. ويتفق علم النفس على ضرورة الجلوس مع الذات ومراجعتها فى عملية تسمى الاستقرار الداخلى هو ضرورى لنمو الانسان بشكل طبيعى .. فاعتياد السلوك الخطأ وتكراره يؤدى الى فقدان الحساسية تجاه والعجز عن تحويله الى خبرة ومن هنا تساعد هذه العملية على مراجعة الهدف وتصحي

عندما يحزن الصغار

  عندما يحزن الصغار عندما يحزن الصغار عندما يحزن الصغار فاطمة عمارة وصلتنى رسالة الاسبوع الماضى تعلن عن حاجة احدى مدرسات ابنتى لنقل دم عاجل لحدوث نزيف لها اثناء الوضع . وكالمعتاد دائما مع مثل تلك الرسائل قمت باعادة ارسالها على كافة وسائل الاتصال الاجتماعى الخاصة بى ففصيلة دمها مختلفة عن فصيلتى وفصيلة زوجى . وتوالت الرسائل لمتابعة وضعها الصحى حتى علمنا ان اهلها وقعوا على اقرار بالمسئوليه للسماح باستخدام حقنة لوقف النزيف قد تؤدى الى جلطات. واتى الصباح لا يبشر بالخير فبعد تلقيها حقنتين توقفت بعض الاجهزة الحيوية ولكن القلب والعقل يؤديان وظيفتهم . كانت معانى الرسالة واضحة انها الان بين يَدى الرحمن الرحيم .. لتأتى صلاة الظهر ويعلن معها الهاتف عن وفاتها . جرت كل هذه الاحداث بعيداً عن ابنتى ودون ان احكى لها شئ او هكذا ظننت .. فلم يخطر على بالى وانا استقبلها عند عودتها من المدرسة تبكى بحرقة وعيناها متورمتان سبباً اخر غير امتحانها فى هذا اليوم ، فشرعت اطيب خاطرها واقول لها " ولا يهمك لو عملتى وحش فى الامتحان " . اصابتنى الدهشة وانا اسمعها كلماتها المتقطعة " لا يا ماما الميس ماتت