المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٨

كشف سعادة

كشف سعادة فاطمة عمارة أيام ويطوى عام ويبدأ آخر جديد يحمل لنا الكثير من الآمال، الانتصارات والانهزامات، الفرح والحزن، وقبل أن نغلق الصفحات الحالية نراجع أنفسنا وما قمنا به خلاله، وبالفعل بدأ البعض يودعه بكلمات آخرون برصد لكل السلبيات فيه، فقررت أن ارصد السعادة والفرح التي مروا بي خلاله.   وبعد لحظة من الشعور بالنصر وكسر كل طاقة سلبية وقعت عليها عيني مما سطروه هؤلاء شعرت بكم من الأنانية أن أرصد تلك اللحظات، وعزمت على البحث عن السعادة للغير وليس بشكل فردي، لم يحتاج الأمر الكثير من الجهد، فتقرير السعادة العالمي لعام 2018 موجود. استطاعت فنلندا تحقيق المركز الأول في الدول أكثر سعادة متجاوزة النرويج صاحبة هذا المركز العام الماضي ومحققة بذلك تحول حقيقي حيث كانت في المركز الخامس العام الماضي، استبشرت خيراً فسبحان مغير الأحوال، واحتلت فيه مصر المركز مئة اثنان وعشرون عالمياً بدلا من مئة وأربعة، والخامس عشر عربياً بدلاً من الرابع عشر، حسب التقرير فإن الخاسر الأكبر بين الدول هي فنزويلا والأكثر نجاحاً هي توجو فتقدمت سبعة عشر مركزاً بعد ثباتها في آخر قائمة 2015. حمدت الله ففي النهاية لسنا

مُسلم به

مُسلم به : مُسلم,به مُسلم به فاطمة عمارة تخيل إنك لا ترى من الدنيا سوى اللونين الأبيض والأسود، ثم تأتي إليك هدية مجرد نظارة شمسية لترى بعدها الألوان كلها، للحظة لا يستطيع عقلك استيعاب الفرحة لتنهمر الدموع وتتعالى الصحيات منك وممن حولك، هذا ليس خيال إنه حقيقة يعيشها البعض ممن لديهم عمى ألوان، سواء كان بسبب وراثي أو عطب في عصب العين أو كان أحادي فيرى ما حوله كفيلم قديم أو ثنائي فلا يميز بين لونين ففي النهاية يشعر صاحبة بالعجز بعض الأحيان والنقص أحيان أخرى. سُجلت لحظات التحول ونشوة النصر على العجز دقائق قصيرة في فيديو يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، بكيت وضحكت معهم، ولسان حالي كم نحن بلا حول منا ولا قوة، وكم نسينا الكثير من النعم كأمر طبيعي أن نكون عليه، فنحن ندور بين تروس الحياة بسرعة كبيرة تجعلنا ننغمس في مشاكلنا ونتقوقع داخل دوائرنا فننسي ما رزقنا به ونبحث فقط عما ينقصنا. اتسعت دائرة التفكير لأجد أن هذا السلوك امتد ليشمل تعاملنا مع بعضنا البعض، فأصبحت بعض التصرفات من الأمور المُسلم بها بل وننتظرها ونحزن ونغضب إذا لم يقم صاحبها بها مرة أخرى لأي سبب كان، فإذا اعتدنا

ما بين ربما وليت.. نحيا

ما بين ربما وليت.. نحيا ما بين ربما وليت.. نحيا فاطمة عمارة في رواية مليئة بالزخم الفكري، يقدم أحمد أبو زيد نفسه ككاتب روائي متميز فكانت "رسالة إلى ربما" موجه لكل إنسان بما يحمله من تناقضات وأفكار، فأبطالها يشبهون الواقع فلكلٍ شوائبه وإن سُمى بصفات الكمال والجمال. مسرح الأحداث صالون ثقافي صغير برعاية صاحبة منزل بالإسكندرية وساكنيه ضيوفها، مستحضراً بذلك الصالونات الثقافية النسائية والتي بدأت في مصر الرومانية مع الفيلسوفة هيباتيا، وازداد عدد الحضور مع تصاعد الأحداث، إلا أنك تشعر أن هذا الصالون هو الحدث الرئيسي وما يدور حوله هي مجرد أحداث ثانوية لأبطاله. "كلنا مرضى، كلنا نعانى" عبارة جاءت في منتصف الرواية لتجعل زفرة كُتمت في الصدر تخرج في راحة، فهي تشرح ما سبق وتمهد لما هو آت وتصيح من داخلك "حقاً صدقت" فتصدق التبريرات وتلتمس الأعذار، فالصراع الداخلي لكل بطل بين الخير والشر هو انعكاس لواقع يعيشه الأسوياء فتتأرجح كفتي الميزان ذات اليمين مرة وذات الشمال أخرى. اعتمد الصالون على المقالات الأدبية ذات طابع فلسفي سياسي لطرح أفكار الشخصيات يعقبه مناقشه بين

تحسبهم أغنياء

تحسبهم أغنياء : تحسبهم,أغنياء تحسبهم أغنياء فاطمة عمارة مظلة الرزق واسعة تشمل المال، الأبناء، العلم، الصحة، راحة البال، الرضا بالقضاء وغيرها الكثير، إلا أن أغلب الناس حصروه في المفهوم المادي على الرغم من أن تعريفه هو ما ينتفع به الإنسان سواء مادي أو معنوي. وبسبب ضيق النظرة، أصبح الكثيرين يأخذوا بظواهر الأمور فهذا كثير الابتسام والضحك لا يحمل من الدنيا هم، وهذا كثير الحركة والعمل لم يصب جسده الأمراض، وآخر لا يشكو شيء لا يوجد ما يؤرقه وهكذا، وبنفس النظرة الواسعة لمفهوم الرزق يمكنا أن نطبق عليهم الآية (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) وفسرها الطبري: يحسبهم الجاهل بأمرهم وحالهم أغنياء من تعففهم عن المسألة وتركهم التعرض لما في ايدي الناس صبراً منهم على البأساء والضراء. وهذا ما نقابله في الحياة الآن، لمجرد أن يصبر شخص على ما فيه من ألم نفسي أو جسدي أو فقر في ناحية من نواحي رزقه (بالمفهوم الواسع للرزق) ينظر من يجهل بواطن أمره إليه نظره مختلفة، ويصل الأمر في بعض الأحيان أن يرشقه بكلمات مؤذية موجعة تترك داخل نفسه مزيد من الآلام، في حين أنه قرر عدم الشكوى لغير الله على ما فيه من بلاء