يوميات صحفية

من المحن منح : من,المحن,منح من المحن منح فاطمة عمارة جلست جواري تحمل همومها على اكتافها، ورغم صمتها إلا أن خلجاتها تشي بانتفاضه روحها كل فينة وأخرى، وتكشف عن حديث نفسها أن تكاشفني وتُفرغ قليلاً من احزانها معي لعل وعسى يكون الحل في جعبتي، تركت لها مطلق حرية البوح عندما حانت لحظة القرار، ورافق الحديث بعد الآهات والكثير من الدموع، وانتهى بهدوء ونظرة أمل متعلقة بشفتاي وما سيصدر عنها من كلمات. اجبت نظرتها بابتسامة هادئة قبل أن اسألها لماذا تنظر للأمر كأزمة صعبة عصفت بها؟ ألا ترى بين جنباتها ميلاد شخصية جديدة قوية لها بعد أن كانت حسب كلامها وما ألمسه بحكم المعاملة بيننا انطوائية معتمدة على غيرها في ترتيب شئونها، ذكرتها بما قاله الله تعالى (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ) وأن كل محنة داخلها منحة تفوتنا بانشغالنا بمحاولتنا عبور ما نراه ازمة لا يمكن الفكاك منها. إن في قصة العبد الصالح وسيدنا موسى عليه السلام الكثير من الدروس، فها هو نبي الله وكليمه وصيفه يجهل الحكم الخفية وراء تصرفات يبدو ظاهرها شر خالص سواء ثقب السفينة أو قتل الغلام وحتى عند أقامه ا

العزف على أوتار القلب : العزف,على,أوتار,القلب العزف على أوتار القلب فاطمة عمارة دقات تنبيه ناعمه انطلقت ليعقبها أطفأ تدريجي للأنوار ويرافقه صمت الحضور بتدرج موازٍ حتى عم السكون القاعة ليخرج بعد لحظات أول افراد الفرقة ليصفق الحضور ويعودوا لصمتهم السابق مع جلوس الفرقة كل في مكانه في ترتيب خاص، ثواني وتنساب موسيقي ناعمة من عازفي الكمان لضبط الأوتار ومع انتهائهم وعوده النظام والهدوء يخرج نجم الليلة التي تجمعنا من أجله ويعود الحضور إلى التصفيق ترحيباً به وبقائد فرقته، لينحني في تواضع جم للرد على هذا الاستقبال. ساعتان واثنان وعشرون مقطوعة عُزفت على أوتار القلب، يرتفع بعد كل منها التصفيق وتنطلق بينها أصوات متفرقة تطالب بمعزوفة خاصة، تعزف الفرقة ويندمج الجمهور ليشاركها العزف مرة بالغناء ومرة بالتصفيق، ومناشدة بتكرار بعضها، حالة من الاندماج بين الحضور على الرغم من حضورهم متفرقين لا يجمعهم سوى تلك الألحان، أنها تلك الحالة الدائمة لحضور حفلات الموسيقار الكبير عمر خيرت. أن تستمع لموسيقاك المفضلة من أسطوانة أو من خلال الراديو أو التليفزيون مختلف تمام الاختلاف عن سماعها في عرض حي، فهذه ت

بعد فوات الأوان : بعد,فوات,الأوان بعد فوات الأوان فاطمة عمارة تمر بنا الحياة مواقف وردود أفعال سواء كنا الفاعل فيها أو المفعول به، وتتأرجح مشاعرنا بين خيبة أمل وسعادة، وفي بعض الأحيان ترجح كفة الخيبات نتيجة انتظار تصرف أو رد فعل بشكل معين، فنترقب السكنات والحركات ويعتصر الألم داخلنا. هناك من يمضي عمره كله يختار التوقيت الخطأ للتعبير عن التعاطف، الحزن، الفرح وغيرها من أمور عليه أن يشاركها مع من حوله أو على الأقل من يهتم بأمرهم، وكأنه رفع شعار "متأخر أفضل من عدمه"، تجاهل أن هناك أمور تفقد معناها عندما يمر وقتها، فالقهوة لابد أن تُشرب ساخنه. يعز البعض الأمر قلة الذكاء الاجتماعي لصاحبه، وجزء من الحقيقة فهذا النوع من الذكاء هو قدرة الفرد على بناء علاقات اجتماعية والتكيف في المجتمعات المختلفة، وله أربع جوانب رئيسية أولها القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار بطريقة واضحة للآخرين ثم معرفة القواعد الاجتماعية للتفاعل معهم، وفهم الأحاديث بطريقة صحيحة وأخيراً السيطرة على الانطباع والتي تعتمد على الجانب السابق وعليه يكون رد الفعل الجيد والذي يترك أثر جيد فيمن نتعامل معهم، وي

مدمن عمل : مدمن,عمل مدمن عمل فاطمة عمارة إذا كنت تشعر بالذنب عند ترك العمل، أو تفكر في كيفية تخصيص المزيد من الوقت له، وتصبح متوتراً إذا اُجبرت على التوقف، وتتجاهل نصائح الكثيرين بتقليل عدد ساعات عملك لحساب أنشطة ترفيهية أو ممارسة رياضة، أو تأثرت صحياً بسببه احذر فأنت "مدمن عمل". على الرغم من أن إدمان العمل محل دراسة منذ منتصف القرن الماضي إلا أنه لا يوجد تعريف محدد يُفرق بين الكد في العمل وإدمانه، فقد عرف الباحثون مدمن العمل بأنه من يعمل بشكل مفرط ومستمر وغير قادر على الانفصال عن العمل،   وأضافت التكنولوجيا الرقمية ابعاد جديدة له، فقد وفرت فرص للانتقال بالعمل في كل مكان حتى وقت الإجازات وبالتالي اختفاء الخط الفاصل بين الساعات المخصصة للعمل والراحة، ويتوقع البعض أن يكون الجميع متاحين على مدار الساعة للإجابة على رسالة أو بريد الكرتوني حاسم، وأصبح هناك شعور دائم بالخسارة الشديدة في حالة التوقف لبعض الوقت عن مراجعة بريده ورسائله. اثبتت دراسة أجرتها جامعة ولاية كنساس بالولايات المتحدة أن الأشخاص الذين يعملون أكثر من 50 ساعة في الأسبوع معرضون للإصابة بأمراض جسدية وع