المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٧

أفتح باب

أفتح باب أفتح باب فاطمة عمارة اعتدت عند الخروج أو الدخول من أى باب أن أمسك الباب لمن خلفى .. لا أعرف متى بدأت عندى هذه العادة ولكن كنت أجدها من باب الأدب فلا يصح أن اترك الباب ليصطدم فى وجه غيرى .. حتى وقعت بين يدى مقال بعنوان " كم باباً فتحت ؟" للكاتب السعودى عبد الله المغلوث بكتابه " كخه يا بابا" . يحكى عن درس تعلمه عند وصوله إلى الولايات المتحده الأمريكية أعطاه إياه حارس لأحدى المجمعات التجارية بعد أن تسبب فى اصطدام سيده عجوز بالباب لعدم أمساكه لها بعد خروجه منه .. وكانت النصحية التى طبقها فيما بعد " عندما تقود سيارتك يتوجب عليك أن تراقب من هو أمامك ومن خلفك وعن شمالك ويمينك  فمن الأحرى أن تكون أكثر حرصا عندما تقود قدميك في المرة المقبلة " . ما لفت نظرى فى المقال ليس الأسلوب الحضارى فى التعامل الذى يفتقده أغلبنا ولكن ما أشار إليه المغلوث من حقيقة أن فتح الأبواب لا يقتصر على الأبواب الحقيقية وإنما الأبواب الافتراضية أيضاً.. باب الوظيفة ، باب الترقية ، باب الفرصة والتى تُفتح وفق الأهواء فى مجتمعتنا العربية . المقال كان دعوة مباشرة لمد يد العون

دقيقة واحدة

دقيقة واحدة : دقيقة واحدة فاطمة عمارة " دقيقة واحدة " هى الحكمة التى باعتها سيدة عجوز لمغترب ساعدها دون تردد ودفع عنها فرق تذكرة سفرها .. نصحته إن عليه فى كل مرة يريد أن يتخذ قراراً أو يفكر فى أى مسأله فى الحياة يمنح نفسه  دقيقة واحده إضافية  قبل اللحظة الحاسمة للقرار ، ستون ثانية لاغير . فهذه الدقيقة قد تتغير أمور اً كثيرة نظراً إلى كم المعلومات التى عالجها العقل خلالها. والشرط هنا أن يتجرد عن نوازع نفسه ، وأن يُودع في داخل عقله وفي صميم قلبه جميع القيم الإنسانية والمُثل الأخلاقية دفعة واحدة ويعالجها معالجة موضوعية دون تحيز .. فقد يكتشف أن الطرف الآخر لديه الحق بعد أن كان هو صاحب الحق وقد يجد فيها العذر قبل إيقاع العقاب وقد تكون هذه الدقيقة سبباً فى تغيير قناعته بخصوص خطوة مصيرية فى الحياة . فلا جدوى من التفكير مهما طال الوقت إذا كان الإنسان مشبع بأهواء النفس ورغباتها فهنا ستنطبق عليه الآيات الكريمة  ( إنه فكر وقدر   * فقتل كيف قدر   * ثم قتل كيف قدر   * ثم نظر*   ثم عبس وبسر   *   ثم أدبر واستكبر   *   فقال إن هذا إلا سحر يؤثر   * إن هذا إلا قول البشر   ) .. فإ

لبن العصفور

لبن العصفور : لبن العصفور فاطمة عمارة كنت في صغري أملك عصافير ملونة لها بيت خشب أمضي لحظاتي اراقبهم واستمع إلى أصواتهم العذبة حتي اعتصمت أحداها داخل البيت الخشب وفهمت من والدي إنها ترقد علي البيض وأن هناك عصافير صغيرة جديدة قادمة إلينا زاد اهتمامي ومراقبتي لأري في صباح أحد الأيام قشورالبيض ملقاه خارج البيت والعصفورة التي كانت حبيسة البيت ويدللها زوجها خرجت تشرب وتآكل ثم تعود بسرعة داخل البيت ولأشبع فضولي حاولت النظر من الباب الجانبي لبيتها لأجدها تضع الطعام الذي تناولته داخل منقار الصغير لأري لأول مرة لبن العصفور الذي يتحدثون عنه .. كبر الصغار وأصبح لهم زغب صغير فأخرجوا رؤوسهم من فتحة البيت يصرخون طلباً للطعام واستمرت الأم فى اطعامهم الحبوب وإحضارها لهم .. وفى يوم وقف أحدهم مكتمل الريش على العمود الخشبى الصغير أمام فتحة البيت لأجد أمه تدفعه برأسها لأصرخ استنجاداً بوالدى أنها تُسقط الصغير سيموت ليضحك أبى وهو يحتضنى لا تخافى أنها تعلمه أن يطير ويعتمد على نفسه. والعصافير ليست وحيدة فى دفع أطفالها للأعتماد على أنفسهم فهذا ما يفعله جميع المخلوقات .. تدلل الأبناء ثم تتركهم لمواجه

ناس من بلدنا

ناس من بلدنا : ناس من بلدنا فاطمة عمارة بعد أن عمل فى تداول السندات المالية ، انتقل براندون ستانتون إلى نيويورك فى 2010 وقرر ممارسة هوايته فى التصوير .. بدء مدونة ناس نيويورك Humans of New York فى نوفمبر 2010 بهدف جمع 10000 صورة لوجوه سكان نيويورك ووضعها على خريطة المدينة .. تطورت الفكرة مع قيامة بأجراء حوارات معهم فأضاف قصصهم واقتباسات على ألسنتهم بجوار الصور  .. هذا الشكل الجديد ساعد على نمو مطرد للمدونة لتصبح لها ما يزيد عن 18 مليون متابع على صفحة فيس بوك بالإضافة إلى ما يقرب من 7 مليون متابع على أنستجرام. وحقق الكتاب الذى صدر عن المدونه  فى مارس 2015 أفضل المبيعات على مدار 31 أسبوعاً على قائمة جريدة نيويورك تايمز للكتب. أدت ناس نيويورك دوراً كبيراً فى أعمال خيرية مختلفة منها إعصار ساندى غير مساعدات متفرقة تعاون فيها متابعين المدونة لمساعدة بعض القصص المنشورة.  أثرت المدونة فى العديد فظهرت مئات من مدونات تحمل نفس البداية " ناس " لمدن عديدة حول العالم . ووصلت المدونة مصر فأصبح هناك صفحات باسم ناس مصر وناس القاهرة وانتقل إلى الجامعات مثل القاهرة وعين شمس والجا

حكم الهوى

حكم الهوى : حكم الهوى فاطمة عمارة يزرع الله  المحبة داخل القلوب لا دخل لمخلوق فيها .. وعلى الرغم من هذا نهانا أن نحكم عليهم بأهوائنا (فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى) فى سورة النساء وخصها للحكم العادل موجهاً الخطاب لنبى الله داوُد علية السلام (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) . فلا ينبغى أن يكون حب أو كره الشخص أثر فى حكمنا عليه ولكن ما يحدث منا خلاف هذا. فنجد شخص أصابة الله بمرض أو ابتلاء وله فى القلوب ما يعلمه الله فيحكم من حوله أن هذا ابتلاء لينقيه الله من الذنوب والآثام ويرفعه درجات ويقربه منه ، ونجد من يحكم على نفس الشخص أن ما فيه ما هو إلا عقوبة جزاءً لما اقترف من أعمال، وما بين كفة   (طيب وغلبان) و كفة ( ظالم مفترى) نوزع أحكامنا على هوى كل منا .. وأصبح تجريد القلب مما فيه من ميل فطرى زُرع فيه بالحب أو الكره عملة نادرة فى زمننا هذا بل وأصبح من العادى توزيع أقدار الله على هواى المتحدث . والسبب فى هذا أن كل منا يشغل قلبه بما أصابه من خير أو أذى ممن حوله فيتأثر