ما بين ربما وليت.. نحيا

ما بين ربما وليت.. نحيا



ما بين ربما وليت.. نحيا
فاطمة عمارة
في رواية مليئة بالزخم الفكري، يقدم أحمد أبو زيد نفسه ككاتب روائي متميز
فكانت "رسالة إلى ربما" موجه لكل إنسان بما يحمله من تناقضات وأفكار،
فأبطالها يشبهون الواقع فلكلٍ شوائبه وإن سُمى بصفات الكمال والجمال.
مسرح الأحداث صالون ثقافي صغير برعاية صاحبة منزل بالإسكندرية وساكنيه
ضيوفها، مستحضراً بذلك الصالونات الثقافية النسائية والتي بدأت في مصر الرومانية
مع الفيلسوفة هيباتيا، وازداد عدد الحضور مع تصاعد الأحداث، إلا أنك تشعر أن هذا
الصالون هو الحدث الرئيسي وما يدور حوله هي مجرد أحداث ثانوية لأبطاله.
"كلنا مرضى، كلنا نعانى" عبارة جاءت في منتصف الرواية لتجعل زفرة
كُتمت في الصدر تخرج في راحة، فهي تشرح ما سبق وتمهد لما هو آت وتصيح من داخلك
"حقاً صدقت" فتصدق التبريرات وتلتمس الأعذار، فالصراع الداخلي لكل بطل
بين الخير والشر هو انعكاس لواقع يعيشه الأسوياء فتتأرجح كفتي الميزان ذات اليمين
مرة وذات الشمال أخرى.
اعتمد الصالون على المقالات الأدبية ذات طابع فلسفي سياسي لطرح أفكار
الشخصيات يعقبه مناقشه بين الحضور في لغة قوية للسرد والحوار-الذي شغل المساحة
الأكبر من الرواية-واتسمت بعض التراكيب اللغوية بالغرابة نظراً لعدم استخدام تلك
المفردات حالياً، وتنوعت خلفيات الأبطال دليل على أن الثقافة لا علاقة لها بمستوى
التعليم وإنما هي الحصيلة الثقافية لصاحبها بالإضافة إلى الخبرات الحياتية الخاصة
به.
نحيا حياتنا بين تمنى وحسرة، بين "ربما" و"ليت" نأمل
واقع أجمل مشابه لما يرسمه خيالنا ونندم على ما فات، "رسالة إلى ربما ستُشعرك
بالتخمة بعد الانتهاء منها وتجعلك تنتظر الجزء الثاني منها "لست وحدي
نبيلاً"
#رسالة_إلى_ربما
#أحمد_أبو_زيد
#عرض_كتب
#الاهرام
#احمد_ابو_زيد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر