اخلاق للبيع
















فى الصيف تبحث كل ام عن مكان يقضى فية الاولاد وقتهم ويستفادوا منه..وكان لمحرر مجلة الشباب نظرة ثاقبة فى ايجاد جمعية تسهم فى غرس الاخلاق الحميدة فى ابنائنئنا ..جمعية اخلاقنا وكان هذا التحقيق





بجد مش هزار :
أخلاق للبيع فى مصر الجديدة!!
- 25شابا مهمتهم إحياء الأخلاق باللعب والمرح والحواديت !!
- الانسان جوهرة فريدة عليها شوية تراب محتاجة بس حبة تلميع بكورس أخلاق !!
- التدريبات وصلت للمدارس والمستفيدين أكثر من 600 شخص
تحقيق وتصوير : محمد شعبان


فى روكسى بمصرالجديدة وتحديدا فى الفيلا نمرة 18 على ناصية شارع القبة لوحضرتك كنت ماشى بالصدفة وركزت هتلاقى لافتة طريفة جدا تقول أخلاق للبيع !! والموضوع مش هزار ولا دراما من نسج الخيال على طريقة فيلم أرض النفاق حيث كان من الممكن أن تشترى شوية صدق على شوية أمانة على حبتين شجاعة وكل شىء بحسابه !! لكن مع ذلك فالحكاية لاتقل طرافة وجدية فى نفس الوقت حيث ابتكرت إحدى المؤسسات الإجتماعية طريقة جديدة فى إحياء الأخلاق ليس عن طريق الحبوب والبرشام ولكن من خلال التدريب والطرق العلمية الحديثة ... فقط عليك أن تسجل إسمك وتدفع المصاريف المطلوبة حتى تدخل تدريبات الأخلاق علشان تتعلم من جديد على يد 25 مدربا محترفا ، المؤسسة إسمها إيدج وهى متخصصة فى بناء الشخصية ، والبقية فى السطور التالية :



الفيلا من الداخل بها عدد من الفصول أو القاعات المخصصة للتدريبات أما الجنينة المحيطة بها فهى ملتقى الزبائن من أولياء الأمور والأطفال إلى جانب العابرين بالصدفة واللى دخلوا علشان يسألوا عن الحكاية بعد أن جذبتهم لافتة أخلاق للبيع ..
وحول طبيعة الفكرة تقول مدام إيمان صبرى ، العضو المنتدب للمؤسسة وهى متخصصة فى علم النفس وحاصلة على دبلومة من جامعة هارفارد فى الإدارة : إحنا مجموعة من الشباب مش بنقول إننا علماء أوبندعى الحكمة ولكن كل الحكاية إن عندنا شعور بأن الأخلاق كل يوم فى النازل ففكرنا إزاى ممكن ننعش القيم الإنسانية الجميلة ، من خلال تدريب وتعليم من يرغب فى ذلك ، والفلسفة التى نؤمن بها أن كل إنسان إتخلق هو نسخة واحدة لم يخلق منه إثنين أوجوهرة فريدة ملهاش مثيل بس عليها شوية تراب وهنا دورنا أن نلمعها ونرجعها لشكلها الأكثر نقاءا وصفاءا ، فنحن إذن نستهدف من هذا البرنامج إحياء الأخلاق من خلال تلميع هذه الجوهرة ومن هنا تعود لبريقها ، وأنا شخصيا تلقيت تمرين فى منظمة جوزيف للأخلاق فى الولايات المتحدة الأمريكية وأدركت أن المسألة مش بالصعوبة التى نتصورها فالآن نستطيع أن نعدل من سلوكيات أى شخص للأفضل وبطريق أخلاقية من منطلق أن الأخلاق مثل الرياضة ممكن نتدرب عليها يوميا كما أن علماء النفس والإدارة أجمعوا على أن الأخلاق أولا ثم تأتى المهارة فى المرتبة الثانية من أجل النجاح فى الحياة .
وتضيف مدام إيمان : بطبيعة الحال نحن نراعى مسألة السن فى معسكراتنا وتدريبات ولذلك فالبرنامج مقسم إلى قسمين الأول للأطفال والمراهقين من 4سنوات حتى 16سنة ، والثاتى للكبار من 16سنة إلى 65 سنة ، وإحنا شغالين بالفعل منذ 4 سنوات من أجل تعليم الأولاد والكبار العديد من القيم الأخلاقية . وإحنا استطعنا أن نصل لعدد من المدارس وأعطينا بها كورسات فى الأخلاق ، أما عن عدد المستفيدين الفعليين حتى الآن فقد وصل إلى 600 بالنسبة للأطفال ، وبالنسبة للكبار فنحن ندرس فى الشركات والجهات التى تطلبنا للقيام بهذه المهمة ، ونحن نقدم مناهج أخلاقية عامة حرصت عليها كل الأديان السماوية كما أنه متفق عليها بين البشر وبالتالى لانركز على الأحكام الشرعية ولكن على السلوكيات بشكل عام .
أما عن طبيعة البرنامج المقدم للأطفال الصغار تقول مدام حنان صبرى ، مدرسة إبتدائى ، ومدربة بالمؤسسة : الهدف من البرنامج المقدم لهذه الشريحة السنية هو بلورة شخصية الطفل بإمداده ببعض الأخلاقيات منها الأمانة والشجاعة والمسئولية وعدد من المهارات وهى التفكير الإيجابى والثقة بالنفس والإبداع ، وهذا البرنامج تحت مسمى سعادتى أنا أو happy me حيث أنه لى يكون الأطفال سعداء يتم تدريبهم على التفكير الإيجابى حتى يكون يومهم مليئا بالمواقف الإيجابية ، فيكتسبون بذلك الثقة بالنفس والإبداع فى تفكيرهم بغض النظر عن التحديات التى قد يواجهونها أثناء حياتهم اليومية ، كما أن تعليم الأطفال قيمة الأمانة يشجعهم على قول الحقيقة ومن هنا يتمتع الأطفال بالسلام النفسى الداخلى والأمان الذى يقود إلى السعادة ، وإلى بناء علاقات ناجحة مع أسرهم وأصدقائهم من خلال الإحترام والتعاون واكتساب الأصدقاء الصالحين والبعد عن أصدقاء السوء والرحمة والعفو . ومن ضمن القيم أيضا work the talk بمعنى أن تتطابق الأفعال مع الأقوال ... وعموما نركز هنا على طريقة التعليم بالمرح من خلال الحكايات والقصص والحواديت واللعب إلى جانب التفاعل من خلال بعض الأنشطة مثل الفنون والمسرح والرسم والفسح الخارجية بحيث نصل لأفضل النتائج .
ويقول أحمد السيد عطية (27سنة ) مدرب بالمؤسسة : نتفق من البداية إن ربنا سبحانه وتعالى خلقنا طيبين على الفطرة وبداخلنا الصفات الإيجابية والسلبية وإحنا بنختار ما بينها ونتصرف حسب المواقف ، والطفل بشكل عام عبارة عن ورقة بيضاء ممكن نرسم فيها رسمة حلوة وممكن نرسم فيها حاجة مش لطيفة ، مع العلم أن هذه الرسوم تبقى طوال العمر ، كذلك الحال بالنسبة للأخلاق ، حيث أننا من الممكن أن نرسم صور للأخلاق داخل عقل وقلب الأطفال وبطريقة جذابة نضمن بها أن تعيش داخلهم وتنعكس فى تصرفاتهم فمثلا نحن نعلمهم رضا الوالدين بمشاهد فيديو وألعاب و رسومات .
وحول البرنامج المقدم للكبار تقول داليا سعفان ، بكالوريوس تجارة إنجليزى من جامعة القاهرة ، و مديرة التدريب بالمؤسسة ، وهى مدربة دولية معتمدة من جامعة فلوريدا بأمريكا : هنا التدريب على الأخلاق مع الكبار يقع ضمن برنامج إعادة بناء الشخصية بحيث تكون أكثر سعادة ونجاحا ، وهذا البرنامج يسمى its all about me ومعناه (الحل إنت) أو الموضوع كله بإيدك ، وهدفه تغيير طريقة التفكير أو النظارة اللى بنشوف بها حياتنا وبالتالى تتغير التصرفات والسلوكيات للأفضل وذلك ينعكس على الجانب الخلقى وهذا فى 7 خطوات وهى التحدى وفهم الذات وأن تكتشف نفسك بمعنى أنك موجود فى الدنيا علشان تعمل حاجة محددة لازم تعرفها ، أيضا إزاى تتواصل مع الناس بالأدب والأحترام والذكاء الإجتماعى ، والخطوة اللى بعد كدة أسمها brand me يعنى أنت ماركة مسجلة ولك سمعة والناس تحدد رأيها فيك بناءا على أخلاقك وتصرفاتك ، وبعد ذلك إزاى أبنى نفسى صح وأشكلها ببعض الصفات والقيم الإيجابية وأخيرا إزاى أصون نفسى صيانة مستمرة .. وهذا الكورس بشكل عام هدفه أن يجعلك تفوق وتشوف نفسك واقفة فين !!
وفى الفيلا قابلنا عددا من الحاضرين .. حيث يقول ياسر السيد (40سنة ) مهندس : اللافتة اللى على الفيلا لفتت نظرى قوى فقلت أشوف أيه الحكاية فوجدت أن الموضوع بجد وأنا معجب قوى بالفكرة ، لأن أزمة بلدنا أصلا فى الأخلاق التى ضاعت من كل حاجة فى حياتنا وطبعا الأخلاق عمرنا ما نشتريها أو نبيعها ولكن طالما إننا مش هنقدر نربى أولادنا صح لافتقادنا للخبرة أو الإهتمام يبقى ممكن نستعين بالخبراء بعد كده !!
و تقول مدام عبير صبحى (34 سنة ) موظفة بشركة قطاع خاص : فى الحقيقة إحنا عندنا مشكلة فى تربية أولادنا ، لأننا باستمرار مشغولين ومش فاضيين بسبب ضغوط الحياة والظروف ومن هنا أولادنا ممكن يتعلموا حاجات سلبية كثيرة ولذلك أنا وجدت إن هذه الفكرة ممكن تكون كويسة فقلت أحضر وأشوف وتقريبا اقتنعت بها .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر