فكرة بسيطة...

فكرة بسيطة...





فاطمة عمارة
يعتبر
الفن السابع اكثر الفنون شعبية ..وايضا اكثرها تأثيرا..تروى الافلام
السينمائية قصص وحكايات حدثت فى اماكن بعيدة تنقل بها خبرات وتجارب .وككل الاشياء
فى حياتنا فلها محاسنها ومساؤها..تكون فى بعض الاحيان فى يد صناعها اداة لتغير
المجتمع  وفى احيان اخرى سلاح لغزو افكار
او ثقافة مختلفة.





عرضت احدى الفضائيات
فيلم امريكى بعنوان إسداء الخدمات Pay It Forward بطله طفل فى الثالثة عشر من عمره، كلف استاذ
الدراسات الاجتماعية فصله بالتفكير فى شيء لتغير العالم ووضعها موضع التنفيذ.. قدم
البطل فكرة بسيطة يقوم من خلالها بتقديم خدمة او مساعدة الى ثلاث اشخاص على ان
يقدم كل منهم  فى المقابل خدمة لثلاث اشخاص
اخرين وهكذا تنتقل الخدمات ويتغير العالم ..نجح فى نقل تجربته الى مدينة اخرى.
قدم الفيلم مبدأ
مساعدة الغير على قدر استطاعتك ..فلا يشترط فيك ان تكون صاحب مال او سلطان لتقدم
يد العون او خدمة يحتاجها شخص ما.والخدمات الثلاث التى عرضها الفيلم كانت مساعدة
مدمن على بدء حياة جديدة والاقلاع عن ادمانه، مساعدة استاذه للخروج من حياة الانغلاق
والوحدة،واخيرا مساعدة صديقه والدفاع عنه امام زملاء يضربونه بصفة دائمة.
تطبيق الفكرة على ارض
الواقع يسير ..فمن الممكن اختيار الشخص من دائرة معارفك القريبة او اهلك .. فقد
تستطيع المساعدة فى تغيير نظرة انسان للحياة الى نظرة متفائلة يملؤها الامل فيؤدى
هذا الى تطور فى حياته او مساعدة شخص فى البحث عن وظيفة.. او المذاكرة وشرح الدروس
لمن لا يستطيع توفير ثمن الدروس الخصوصية والكتب الخارجية.. قد تكون المساعدة التى
تُقدم من وجهة نظر كثيرين بسيطة او رمزية ولكنها تغير من حياة انسان.
يمكنا تنفيذ الفكرة
كأسلوب حياة نبدأ به مرحلة جديدة من مجتمع اكثر تحضراً ..فإن أسلوب الدفع بالخدمات
مقابل ما يقدمه لنا الآخرون يحول المجتمع من الانانية الى العطاء ..من النظرة
الذاتيه المغلقة الى النظرة الشمولية التى توضح النعم التى انعم بها الله على كل
منا..قد لا يظهر اثر ما نقوم به بشكل سريع فالتغييريحتاج الى وقت ..ولكن قطرة
الماء تفل الحديد.



تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليوم   فاطمة عمارة جرت على ألسنتنا بعض الكلمات دون ان نعرف معاينها .. وكانت بحكم العادات تستخدم لوصف مواقف معينة بالسؤ او للتهنئة او حتى عدم الاهتمام.اثناء حوار مع احدى صديقاتى علقت على الموقف قائله " يا دى النيلة" وضحكنا ثم تسألنا بيننا عن معناها. اخذت على عاتقى تلك المهمة والتى اسفرت فى نهاية الامر ان نكتشف ان كلمة " نيلة " لغة عربية فصحى بمعنى العطية وهو ايضاً صبغة زرقاء تستخرج من نبات النيل وفق معجم المعانى الجامع .. انعقدت ألسنتنا من الدهشة فنحن نستخدم كلمة جميلة المعنى لوصف شئ سئ .. وفى المقابل اكتشفت ان معنى كلمة " مبروك " الدارج بيننا للتهنئة تعنى ( برك الجمل) وعلى الرغم من ذلك يشير القاموس الى انها تستخدم للتهنئة وهى اسم المفعول من الفعل برك وان الافضل استخدام كلمة مُبارك لانها اسم المفعول من الفعل بارك. ونستخدم كلمة " دوشة " للدلالة على الضوضاء و" شوشرة " دلالة على البلبلة والاشاعات " وشوشة " للكلام الهامس وهى كلمات لها نفس المعنى فى الفصحى وفق معجم المعانى
قراءة المزيد

حكم الهوى

حكم الهوى : حكم الهوى فاطمة عمارة يزرع الله  المحبة داخل القلوب لا دخل لمخلوق فيها .. وعلى الرغم من هذا نهانا أن نحكم عليهم بأهوائنا (فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى) فى سورة النساء وخصها للحكم العادل موجهاً الخطاب لنبى الله داوُد علية السلام (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) . فلا ينبغى أن يكون حب أو كره الشخص أثر فى حكمنا عليه ولكن ما يحدث منا خلاف هذا. فنجد شخص أصابة الله بمرض أو ابتلاء وله فى القلوب ما يعلمه الله فيحكم من حوله أن هذا ابتلاء لينقيه الله من الذنوب والآثام ويرفعه درجات ويقربه منه ، ونجد من يحكم على نفس الشخص أن ما فيه ما هو إلا عقوبة جزاءً لما اقترف من أعمال، وما بين كفة   (طيب وغلبان) و كفة ( ظالم مفترى) نوزع أحكامنا على هوى كل منا .. وأصبح تجريد القلب مما فيه من ميل فطرى زُرع فيه بالحب أو الكره عملة نادرة فى زمننا هذا بل وأصبح من العادى توزيع أقدار الله على هواى المتحدث . والسبب فى هذا أن كل منا يشغل قلبه بما أصابه من خير أو أذى ممن حوله فيتأثر
قراءة المزيد

إبن تائه وأب حائر

إبن تائه وأب حائر : إبن تائه وأب حائر فاطمة عمارة يبدأ الآباء والآمهات فى نسج أحلام لمستقبل أبنائهم مع أول مرة يحملوهم فى أيديهم ، وتكبر الأحلام لتصبح خطط وتُرسم الخطوات لتحقيقها .. ومع أول خطوة يخطوها الصغار يبدأ التنفيذ .. فكل ما يمارسه الصغار من رياضة خطط له الكبار أما لاستكمال مشوار الأب أو الأم أو لتحقيق حُلم داعبهم ولم ينجحوا فى إتمامه أو استكماله .. وللأسف البعض يتجاهل ميول أبنائهم وخاصة إذا كانت هذه الميول فنية . ينجح كثيرون فى أسلوب دفع الأبناء فى تجاه تحقيق المخطط عندما يتوافق مع أحلام الصغار الشخصية ولكن هناك حالات يتمرد الأبناء على خارطة الطريق المرسومة لهم ويقرروا أن يحيدوا عنها فلا يورثوا مهنة الأهل ويبعدوا تمام البعد عن هوايتهم ويقرروا تحقيق أحلام شخصية .. بعض التمرد أساسه العند والبعض الآخر لهدف تحقيق الذات ولكن ينتج عن الأثنين أبن تائه وأب حائر وقنوات اتصال معطلة . سَعي لإرضاء لا يتحقق يبذله الأبناء ويضن به الآباء فسقف التوقعات مرتفع والمجهود المبذول من الصغار لا يوازي الجهد المادي الذي يمنحه الآباء وضاع وسط الماديات احتواء وتفهم واستيعاب لاختلاف جيل وزم
قراءة المزيد