مشاعر بأضواء الفرح والحزن

مشاعر بأضواء الفرح والحزن:

مشاعر
بأضواء الفرح والحزن
فاطمة عمارة
لاحظ المخرج
الامريكى بيت
 دوكتر أن إبنته كلما كبرت فى السن قلت سعادتها
وبهجتها واصبحت مزاجية وانعزاليه اكثر فأكثر ، فقرر تطوير فكرة قصته واستشار من
اجل هذا العديد من علماء النفس واستمروا فى تغير الاحداث حتى خرجت قصة فيلم
الانيميشن 
inside out  والذى اصبح بالعربية قلباً وقالباً.
 تدور القصة داخل رأس الطفلة ريلي أندرسون
التي تنتقل لمدينة جديدة مع عائلتها حيث تتحكم بها خمس مشاعر فى شكل شخصيات وهى  " الفرح" ، "والحزن"، "والغضب
"، "والاشمئزاز"، "والخوف ".
 تعيش تلك المشاعر في رأس رايلي وتتحكّم في وعيها،  وردود افعالها وتصرفتها جميعاً. وتُخزن الذكريات
في كرات بلّورية مؤقتاً لتنتقل إلى الذاكرة الطويلة المدى اثناء نومها. وهناك مكان
خاص للذكريات رئيسية ، وتكوّن تلك الذكريات جُزراً في عقلها يعكس كل منها جانباً
من شخصيّتها. في بداية حياتها تكون " الفرح " هي المسيطرة على العقل
وتجعل رايلي في حالة سعيدة، وتحاول باقي المشاعر الوصول إلى مركز القيادة بدلاً من
الفرح
 ، وتبدأ المشاكل عندما يحاول
الحزن السيطرة على الامور ويحدث فوضى فى ذكرياتها مما يدفع الفرح محاولة اعادة السيطرة
عليها وتصبح الفتاة فى غياب الفرح منعزلة وحزينه ودائمة البكاء.
رمز لشخصيات
المشاعر بالوان خاصة ، واختيارها لم يكن اختياراً عشوائياً فقد درس العلماء منذ
العصور الوسطى تأثيرها على المشاعر بل وصل الامر إلى استخدمها فى العلاج بما يعرف
بالانجليزية باسم
Chromo therapy فكل لون يثير استجابة عاطفية مختلفة وفريدة من نوعها فى المُشاهد .. فأتى
الفرح بلون مضئ أقرب للون الاصفر ويشبه إلى حد كبير شخصية "تنكر بل"
بخفتها مرحها ولون بشرتها وفستناها الاخضر القصير، والحزن ازرق، والغضب احمر ويشتعل
مع الغضب، والاشمئزاز اخضر غامق، والخوف بنفسجى .
يأخذنا الفيلم فى
رحلة تطور المشاعر ويبرز كم يهتم العقل البشرى بالشخص نفسه فقط وسعادته هى الهدف
الاساسى فكل ما يحدث يدور حول " الانا " وينظر إلى الدنيا من منظوره
الشخصى فقط ، هذا طبيعى أن يسطير على الانسان فى صغره نوع واحد من المشاعر التى
تتطور لتندمج مع مشاعر اخرى فيصبح هناك خليط منها مع نمو الانسان ولكن من لا يستطيع
الانتقال من مرحلة المشاعر الفردية وسيطرة السعادة الشخصية عليه يدور فى فلك
الانانية والحب شديد للذات ينعكس هذا فى سلوك سئ تجاه الاخرين .. فبدلاً أن يمنحه
حب النفس المقدرة على حب الغير ومساعدتهم اصبح سلاح مشهور فى وجوهم .
ويثبت الفيلم هذا فعندما
أصبح الفرح والحزن اكثر تفاهماً قاما بتشكيل ذاكرة رئيسية مزدوجة مما نتج عنه
جزيرة شخصية جديدة أى تطورت شخصيتها واندمجت مع من حولها وانعكس هذا بشكل تلقائى
على ألوان الملابس فكانت مشرقة ومبهجة فى فترات سعادتها وكانت الوان غامقة فى
الحزن والضيق.
رسالة الفيلم
الواضحة إنه فى سبيلنا للنضوج علينا تجربة كافة المشاعر وعلينا أن نمزجها ونخلطها
.. ولكل منا طريقته فى صنع هذا المزيج فاجعله جميلاً يعكس ألوان مزاجك.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي