الاستمتاع بالألم

الاستمتاع بالألم:

الاستمتاع بالألم
فاطمة عمارة
الألم 
ذلك الشعور المزعج بالوجع .. والذى يعتبره البعض نقمة ويراه غيرهم نعمة،
تعامل غيرهم معه كتسلية.. فأصبح الاستمتاع بالألم هواية تُدخل السعادة والراحة فى
نفوسهم.    
بساطة تعريفه عند
أهل اللغة لم تكن موجوده عند الفلاسفة فهو بالنسبة لهم "حالة نفسية يصعب
تعريفها، وتتميز بإحساس مادى أو معنوى بعدم الراحة أو بالضيق أو بالمضض". وارجعوا
ذلك التعريف لانه حالة شخصية تختلف درجة الاحساس به من واحدرإلى آخر.فكيف تحول ذلك
الوجع إلى نوع من انواع المرح؟
يُعرف هذا
الانحراف السلوكى بالماسوشية ..يتخذ أشكالاً وصوراً عديدة بل ومراحل متنوعة فهناك
مراحل متقدمة ومراحل متطورة وأخرى مرضية وهكذا.. وحسب التعريفات العلميه فالجميع
لديهم هذه الصفة ولو جزء ضئيل منها حتى لو لم يشعر. فمثلا الميل لمشاهدة أفلام
الرعب والعنف هو نوع من تعذيب النفس بالرعب والمشاهد المروعة .. إلا أن هذه
الأشياء البسيطة المشتركة عند الكثيرين تظل أموراً عادية وطبيعية المشكلة الحقيقية
تنشأ حين يستمر الانسان فى تعذيب نفسه ويتفنن ويبتكر الأساليب المختلفة لتحقيق هذا
وهنا تتحول إلى مرض يحتاج إلى علاج نفسى.
بعيداً عن
الممارسات الشاذه والمتطرفة والمراحل المتقدمة من الماسوشية ، نجد سؤال يفرض نفسه
" لماذا يستمتع البعض بالاحساس بالألم؟" كالمشاركة فى مسابقة لتناول
الفلفل الحار " الهالبينو" أو الألم النفسى كأن يصنع شخص عالم خيالى
داخلى من الحزن والألم أو شعور بالاضطهاد والظلم رغم أن حياتهم تسير على أحسن حال
.. نجد أن الاجابة لشعورهم بالارتياح بعد انتهاء الألم.يرجع ذلك لأن الجهاز العصبي
يفرز ما يُعرف بـ"الأندورفينات"عند الشعور بالألم ،  وهي عبارة عن بروتينيات تعمل على وقفه ، وتعمل
على نحو مماثل لعمل ما يُعرف بـ"المستحضرات الأفيونية" مثل المورفين
وذلك لإثارة مشاعر النشوة
.
وعلى الجانب الآخر
نجد من لا يستطيع الشعور بالألم وهى من الحالات الطبية النادرة وتُعرف بأسم "
متلازمة غياب حس الألم الخلقى" ..
ويرجع العلماء ندرته هو أن عدداً قليلاً ممن
يعانون من هذا الاضطراب وصل لمرحلة البلوغ. فالألم هو آلية تحذير طبيعية للجسم
لوقوع خطر ما وبدونه يتعرض لكوارث تؤدى إلى اصابات خطيرة أو الوفاة.


فالألم النعمة
التى منحها الله لنا ليراها البعض نقمة 
ويسئ أستخدامها البعض ويُحسن غيرهم الاستفادة منها فيحولها إلى طاقة بناء
تُغير حياته أو فكر ابداعى يُبهر من حوله . فلنغير نظرتنا ونستفيد من أوجعنا لعلها
تكون سبب فى تغيير حقيقى لنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر