لا كرامة للمرأة!

لا كرامة للمرأة!:

لا كرامة للمرأة!
فاطمة عمارة
لا كرامة للمرأة!
هذا كان المغزى لمقال محرر (لم يذكر اسمه) لأحدى دور النشر على صفحتها الرسمية
بالفيس بوك. بدأها بتساؤل (من العبقري الذي استطاع إقناع المرأة العربية بأن الرجل
يحبها نحيفة وطويلة؟
!ومن الذي أقنعها بأن لها.. كرامة؟)  وبعد جذب الانتباه، عرض الصورة التي حرص الغرب
رسمها عن قوام المرأة وتصديرها إلى العالم أجمع، وهي مخالفة لمقاييس الجمال حتى
منتصف القرن الماضي. ليكمل المقال إنه كما استطاع الغرب تثبيت مقاييس الجمال فهم
من أدخلوا في رؤوس النساء أن لهم كرامة من حقهن أن يدافعن عنها، في حين أنها تنحصر
على الرجل فقط. واستهل كلامه بتلك العبارة (المرأة ليس لها كرامة، فالكرامة صفة
مرتبطة بالرجال فقط، تماما مثل الشارب واللحية، فهل للمرأة شارب ولحية؟)
بهدوء شديد رتبت
أفكاري،حسناً.. سأسايره في فكرته التي طرحها ولكن بدءً ذى بدء ما هي الكرامة؟
يُعرف القاموس الجامع كرامة
 الإنسان بأنها "احترام المرء ذاته، وهو
شعور بالشّرف والقيمة الشخصيّة يجعله يتأثّر ويتألّم إذا ما انتقص قَدْره".
 هذا المعنى اللغوى، نأتى للناحية الدينية
يقول الله تعالى " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنٰهُمْ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنٰهُم مِّنَ الطَّيِّبٰتِ وَفَضَّلْنٰهُمْ عَلَى كَثِيرٍ
مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" لم تخص الآية الرجال دون النساء فهما
متساويان في الكرامة. وأجمعت التفاسير أنها خلقة الله للإنسان ونجد شرحها مفصل في
" الأساس في التفسير" (بالعقل، والنطق، والخط، والصورة الحسنة، والقامة
المعتدلة، وتدبير أمر المعاش والمعاد والأستيلاء، وتسخير الأشياء، وتناول الطعام
بالأيدي).
وتأتي سيرة الرسول
صلي الله عليه وسلم لتؤكد كرامة المرأة فهي في عهده تُجير الخائف وتفك الأسير كما
حدث مع أم هانىء بنت أبي طالب والسيدة زينب بنت الرسول صلي الله عليه وسلم، بل كان
الوحي ينزل إنصافاً للمرأة كما حدث مع خولة بنت ثعلبة. وقال ابن عمر رضي الله
عنهم: (كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله صلي الله عليه
وسلم هيبة أن ينزل فينا شىء، فما توفي تكلمنا وانبسطنا).
وقوامة الرجال على
النساء كما فسرها الشيخ الشعرواى رحمه الله ليست قاصرة على الرجل وزوجته فالآية
تكلمت عن مطلق رجال ومطلق نساء، فالأب قوام على البنات، والأخ على أخواته
. وشرح معنى
(قوَّام)، القوَّام هو المبالغ في القيام، وجاء الله هنا بالقيام الذي فيه تعب أي سعى
في مصالحهن، فالرجل مكلف بمهمة القيام على النساء، وأن يقوم بأداء ما يصلح بالأمر
،فمعنى "قوامون" أى مبالغين في القيام على أمور النساء فلا يصح أن تأخذ
(قوام) على أنها السيطرة
. فالرجل له الكدح وله الضرب في الأرض وله السعي على المعاش، وذلك حتى
يكفل للمرأة سبل الحياة اللائقة عندما يقوم برعايتها.
ولم أفهم حقاً ما
المقصود بفقرته الختامية (المرأة في المجمل لا تحمل مسئولية عن أي تصرف خاطئ، بل
المسئولية كاملة من الألف إلى الياء يتحملها الرجل وحده لأنه حامل التكليف
بالقوامة، هذا لأن النساء دائما نجوم وشموس وأقمار فوق كوكب الرجل الحالك، إن أطفأ
نورهن فلا يلومن إلا نفسه لو تحولن إلى كواكب مثله
.) فهل إذا
سرقت المرأة يتحمل الرجل مسئولية خطأها أمام القانون وأمام الله؟ كل منا مسئول عن
أفعاله واخطاءه لا دخل بقوامة فيها.


سيدى الفاضل
..بحثت وقرأت وسمعت قبل الرد عليك. وردي هذا وإن كان يبدو مناصرةً للمرأة إلا إنه
مناصرة للإسلام الذى أصبح يلصق به كل إنقاص للمرأة سواء ممن يرى أن حقوقها التى
تطالب بها خروجاً عن الشرع أو من يرى إلغاء الشرع لمنحها تلك الحقوق.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر