من يُدير؟

من يُدير؟



خرج
رجل وزوجته للتنزهة فى النيل..وسقطت الزوجة من المركب ولا يعرف زوجها
العوم ،عرض عليه المساعدة احد اقاربه ممن يثق بهم كما عرض سباح ماهر
خدمته..احتار الرجل أيختار من يثق فيه ام من يعرف انه له خبره فى هذا
المجال .
قد يكون الاختيار هنا سهلا فمن الطبيعى ان نختار من سينقذ حياة من نحب.
اما عندما نأتى لنختار من يتولى ادارة الشركات والمؤسسات التى تمر بازمة ما
فهنا يصعب الاختيار.
نستطيع ان نقسم مجموعة المرشحين الى ثلاث فئات هم اهل الثقة واهل الخبرة
واهل العلم ..ويرى البعض ان اهل الخبرة هم اهل العلم، إلا انه هناك اختلاف
فاهل الخبرة هم من اختبروا النظريات العلمية فى مجال ما على الواقع الحقيقى
وزادت معرفتهم بالصواب والخطأ من خلال تجربة ما تعلموه.
لا يمكن لاحد ان ينكر فضل اهل العلم فهم من درسوا وفكروا وطوروا الكثير من
النظريات فى شتى المجالات ويمكن ان نختارهم كمستشارين وناصحين ..واذا
اجتمع اهل العلم مع اهل الخبرة خرجنا بنتائج ممتازة وحلول سريعة لمشكلاتنا.
وقعت مصر فى دائرة اهل الثقة منذ عام 1952 حيث اتجه الرؤساء الى اختيار
عناصر الادارة منهم وذلك للمحافظة على الاهداف التى وضعها مجلس قيادة
الثورة.واثبت هذا المنهج فشل فى استمرار بعض الاقتصاديات التى كانت قائمة
بالفعل ،حيث ان اهل الثقة لم يكن لهم اى خبرة فى ادارة تلك الشركات فقد
انحصرت خبرتهم فى ادارة الجنود والمعارك.
ويمكنا اعتبار الدوله كمؤسسة كبيرة ووزارتها هى الادارات المختلفة فى تلك
المؤسسة ..وبالتالى فينطبق عليها طرق الاختيار هذه اذا اعتبرنا الوزراء
مديرين يسعون الى حل مشكلات وتحقيق نجاحات.
ويجب الاخذ فى الاعتبار ان هناك اختلاف بين المدير والرئيس والقائد
..فالمدير هو من يستطيع الارتقاء بالعمل وتخطى المشكلات بمساعدة مرؤسيه 
دون التحيز لاى منهم..والرئيس هو من يقود مؤمنا بقدرته العقلية وانه دائما
على صواب مذكرا جماعته دائما انه هو " الرئيس" وعليهم طاعته .. اما القائد
فهو من يستطيع ان يؤثر على الاخرين لتحقيق اهداف مشتركة ويضع الاولوية
لفريق العمل .فمثلا فى الهند غاندى كان قائداً أما نهرو فكان رئيس دولة
والمدير هو قائد الشرطة.
اذا استطعنا اختيار مجموعة تكون خليطا من الثلاث فئات لقيادة المرحلة
القادمة على كافة المستويات نستطيع اختصار الكثير من الوقت والانتقال الى
مرحلة اخرى من التغير.. يمكنا وقتها اختيار قائدا لنا .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر