العيب فيكم

العيب فيكم







فاطمة عمارة
اعتاد مجموعة من
الاصدقاء قضاء فترة اجازتهم السنوية فى دولة من دول اوروبا وامريكا ..فُتحت
المناقشة فى احدى جلسات السمر حول الحياة فى تلك الدوله وكيف انها سهلة ومنظمة
وسائقى السيارات يحترموا الاشارات المرورية والمشاة ونظافة الشوراع..ولكن ظل واحد
منهم صامت يستمع عبارات الغزل من اصدقائه وفى لحظة هدوء قال لهم " العيب
فيكم" .
وجهوا اليه نظرات
التعجب ..فاكمل قائلا انظروا الى انفسكم انكم تكونوا فى غاية الالتزام وانتم خارج
مصر اجد من يقود السيارة ملتزم بحارته المرورية ويحترم المشاة ويطبق كل القوانين
..تحرصون على البحث عن سلة القمامة حتى تلقوا ما بجيوبكم من مخلفات ..تقفوا فى
طابور بالساعات حتى تستطيعوا دفع حساب مشترواتكم. هل تقموا باى من هذا عند عودتكم؟
يبهرنا دائما
النظام فى الدول الاخرى ..هذا النظام وضعه افراد لتنظيم مجتمعهم والتزم به افراد
هذا المجتمع.. اى ببساطة الفرد هو الاساس ..إذا أستقام وألتزم بالقوانين ونظم
المجتمع كان المجتمع المثالى المبهر.لقد ألتزم هؤلاء لثقتهم ان تلك القوانين تطبق
على الجميع .. الغنى والفقير ..كما تطبق على رئيس الدولة.
فقد المصريون
الثقة فى كل القوانين والانظمة عندما وجدوها تخترق مرات عدة من اجل المال مرة ومن
اجل السلطة مرة ..واصبح الجميع فى حالة بحث مستمر لمن يكون سنده فى حل المشكلات
التى تواجه.وأوجد كل منهم سببا ليقنع نفسه ان ما يقوم به من تجاوزات هو الصواب
للحياة فى مجتمع الغاب الذى يأكل فيه القوى الضعيف.
ولكن كل هذا لا
يبرر حالة الفوضى التى نعيشها فاذا نظرنا الى الشوارع نجد ان البائعين احتلوا
الارصفة وزحفزا الى بحر الطريق فى الشوارع والمايدين الرئيسية واصبح المشاة يسيروا
وسط السيارات ..ويشترك وبشكل يومى سائقى السيارات فى احدى العاب الفيديو والفائز
من يستطيع ان يخرج من وسط الاختناقات سليما وفى اقصر وقت . وهناك من سيبرر فوضى
المرور بضيق الشوارع وكثرة السيارات والمشاة وفوضى ما بعد الثورة..ولكنه ليس
مبرراً.
مفهوم الانتظار فى
مصر يأخذ شكل خاطئ .. فاذا ضربنا مثلا بركوب المصعد ستجد ان من يحترم من وصل اولا
هو من يقف ينتظر مرارا وتكررا ..دائما تجد من يحاول ان يسبق فى الدخول كل الواقفين
ومن يستغل شعار " السيدات اولا" ليسبق فى الصعود..
فقدنا الكثير من
اخلاقنا ونحتاج الكثير من الاصلاح الداخلى قبل القاء العيب على البلد..على كل منا
ان يبدأ بنفسه اولا ولا ينتظر غيره  وإلا سيظل
دائما "العيب فينا".
 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر