موت مفاجئ

موت مفاجئ







فاطمة عمارة
( اكيد الناس
هتقول عليا اتجننت ) عقلى قالى كدة وانا قاعدة بضحك لوحدى فى النادى .. ما كنتش
اول مرة اعملها ..اتكررت معايا فى العربية والمكتب والبيت .. وارفع راسى ابص
حواليا أطمن ان مفيش حد شايفنى .
ارتبطت به جدا لحد
فى يوم ومن غير اى مقدمات لاقيته سكت .. خدته لخبير قالى بصراحة دة جاله "موت
مفاجئ" .. ما صدقتش ودانى وطب العمل ايه .. 48 ساعة واقولك ..يعنى هيحطه فى
الرعاية تحت الملاحظة ربنا يسهل ..وكثفت الدعاء.
وعدت اطول  48 ساعة ساعة عليا .. عشان يجى الرد .. اللى
كان ( مفيش امل خلاص  "مات " )..
انا بتكلم عن موبايلى .. قطعة الحديد اللى ارتبط بيها وبالبرامج الموجودة عليها ..
ارتباطى مش بالجهاز بحد ذاته قد ما هو ارتباط بالاشخاص اللى بيرقبنى لهم الجهاز.
ومشكلة "
الموت المفاجئ " اللى يتجى للتليفونات المحموله بتكون عبارة عن توقف الجهاز
عن العمل بعد عدة اشهر من شراؤه او ان يقوم باعادة تشغيل نفسه تلقائيا بشكل مفاجئ
و متكرر ودة بيسبب مشاكل لصاحبه لغاية ما  يوقف
خالص وما يشتغلش و ومفيش استجابة لزر التشغيل بتاتا..المشكلة دى كانت خاصة بماركة
معينه فى بعض موديلاتها .. بس الواضح انها بتصيب اى نوع فموبايلى كان نوع مختلف
يهواه قلة.
اغلبنا الان عنده
اجهزة موبايل ذكية مرتبطة بالانترنت .. وكلنا حاطين عليها برامج محادثات مختلفة ..
البرامج دى خلتنى اقرب اكتر من ناس بحبهم .. شالت الحواجز والمسافات .. ولغت ضيق
الوقت والتوهة وسط الاحداث .. غبت يومين او تلاته حسيت انى فى جزيرة عايشة لوحدى
.. ما بعرفش اى اخبار .. قاعدة لوحدى دايما .
معاهم عدت ساعات
تمارين الولاد بسرعة .. شراء اللبس بقى اسهل .. كل اللى عليا اقيس .. اتصور .. اخد
رايهم .. فلما اتحرمت من كل دة وخصوصا انه كان فى اخر الاسبوع حسيت بالعزلة
والوحدة.. حسيت بمعنى اننا بنزعل على الحاجة مش عشان الحاجة نفسها ولكن عشان
القيمة المعنوية اللى الحاجة دى بتمثلها .. بالنسبة لى الموبايل كان بيمثل القعدة
الحلوة مع صحابى .. الاطمئنان السريع على اخويا المتغرب.. رد السؤال اللى محتاجة
فى التو واللحظة.
صحيح التكنولوجيا
خدت كتير من المساحة فى حياتنا .. بس زى ما لها مضارها لها فوايدها. ممكن نستغنى
عنها حبة من الوقت نريح الاعصاب ونقعد مع نفسنا شوية .. بس ما اعتقدش اننا نقدر
نستغنى عنها كتير .. والله يرحم موبايلى وينفخ فى صورة الجديد.


 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر