كلكم راعٍ .. فاعدلوا

كلكم راعٍ .. فاعدلوا





كلكم راعٍ .. فاعدلوا
الأسرة
أساس المجمتمع .. صلاحها هو صلاح للمجتمع كله، فاذا حرصت الأسر على غرس
العدل فيما بينها وجدنا افرادها يتعاملوا بنفس الطريقة مع كل ما يقابلهم فى
المجتمع.فقد امرنا الله تعالى به (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى
القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)
والأسرة
هى المسئولة عن سلوك أفرادها وعن تكوين شخصياتهم واخلاقهم بوجه عام.
فالتفرقة فى معاملة الابناء وجه من وجوه الظلم،  فهناك من يعطى الابن
الاكبر كل الاهتمام والرعاية وهناك من يميز الذكور على الاناث ايا ان كان
ترتيبه بين اخوته.. ويأتى التفضيل والتميز فى اشكال عدة فهناك من يميز فى
المحبة وغيره يميز فى العطاء وثالث فى المعاملة ورابع فى الدلال.
ينشأ
هولاء الاطفال فى جو يملؤه الظلم والتمييز ويصل الأمر مع بعض منهم الى كره
اخوته وعقوق والديه .ولا تتوقف المشكلة عند هذا الحد بل تتسع لتؤثر على
سلوكه مع من حولة .. ففاقد الشئ لا يعطيه ، لم يعتد العدل فى حياته وتربيته
فلا يمكن ان يكون عادلاً مع من حوله.
يظن
الكثيرون ان العدل فقط فى نقاط النزاع والخلاف فنحكم بين المتخاصمين به
وعلى حسب ما يتوفر لدينا من اثبات. ولكن العدل هو وضع الأمور فى مواضعها
الصحيحة وإعطاء كل ذى حق حقه بالقسط والمساواة .والاسلام كلفنا بإرساء
العدل فى كل مناحى الحياة.
فأمر
الزوج بالعدل مع أهل بيته وجعله شرط من شروط تعدد الزوجات (فإن خفتم ألا
تعدلوا فواحدة ) ..والعدل مع اطفاله فهو قيمة إن لم يتم ترسيخها فى نفس
الطفل سيشعر بالعزلة الاجتماعية ويظهر عنده افكار وسلوك سلبى .والعدل فى
معاملة الاحفاد حتى لا يظهر الكره والبغض بين الابناء .
وهناك
العدل فى معاملاتنا فى العمل سواء كنا رؤساء او مروؤسين فيكون مقياس الحكم
الرئيسى هو العمل والكفاءة وليست المحاباة والمعرفة ويعامل الزملاء بعضهم
لبعض على الأساس نفسة فلا يتم التقرب من شخص كوسيلة للوصول الى هدف ما او
لقرابته الهامة.
حرص
الاسلام على ارساء قواعد العدل فهو ما يثبت الدولة ويرسخ الاسر وينمى
المال فى الاعمال فهو مطلوب فى كل موقع لقوله صلى الله عليه وسلم  (كلكم
راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته).
واكد
الرسول صلى الله عليه وسلم خطورة المحابه والتفرقة وعدم المساواة فقال :
(إنَّما أهْلَكَ الَّذينَ من قبلِكُم أنَّهم كانوا إذا سَرقَ فيهمُ
الشَّريفُ ترَكوهُ وإذا سرقَ فيهمُ الضَّعيفُ أقاموا عليهِ الحدَّ. وأيمُ اللَّهِ ! لَو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمَّدٍ سرَقَت لقطعتُ يدَها)
فاعدلوا فيما بينكم ونشئوا ابنائكم على العدل ينصلح حال الامة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر