ساعة البطون .. تتوه العقول

ساعة البطون .. تتوه العقول







فاطمة عمارة
حضرت المهرجان
الدولى للطهى تحت عنوان " افضل 10 مطابخ بالعالم" .. تذوقنا فى الساعات
القليلة للمهرجان انواع مختلفة من الاطعمة التى تبارت الدول المشاركة فى تقديم
اطباقها الاكثر شهرة والاكثر شعبية.
امتزج الحضور فى
مزيج جميل يدفعهم الفضول الفطرى لاكتشاف الجديد ويجمعهم لغة عالمية مشتركة وهى
الطعام.. لفت نظرى طريقة تعامل الاجانب المدعون مع الموائد الممدودة وطريقة
المدعون من المصريين..ففى حين وقفوا فى طوابير وبهدؤ واخذوا القليل من كل طبق قُدم
كان تعامل اهل البلد المضيف مع ما قُدم للتذوق معاملة " البوفيه المفتوح
" فى فرح احد الاقارب .
" التذوق
" فن وله اصوله وقواعده.. الذواقة
Gourmet
بالفرنسية هى ثقافة فن الطبخ
المثالى وهو مرتبط  بالفنون الجميلة والاغذية
والمشروبات ..ويشمل اكتشاف، تذوق، اختبار، البحث، والفهم والكتابة عن الاطعمه. بدأت
مهنة التذوق مع اهتمام ملوك وحكام بالأكل الراقى ،الانيق، والشهى. . ومنهم من خاف أن يسممهم اعداؤهم أو منافسوهم
فاستاجروا ذواقة واكالة يتذوقون الطعام ويأكلونه مسبقا.
واصبح الان الطعام
علما قائما
بذاته، ويدرس فى الجامعات، وينال فيه الناس شهادات الماجستير والدكتوراه.  وصار الهدف ان يكون منظر الطعام جميلا  زكى الرائحة وصحى وقد يستخدم الطاهى فن النحت
لينحت لوحات فنية بالفاكهة والخضروات اويقدم طبقة كلوحة رسام مزج الوانه ونسق
مكوناته ..كما اصبح التذوق نفسه مهنه ،ويشترك مع الذواقون الشمامون لرائحة الطعام
وما يحتويه من بهارات ومكونات مختلفة . تتفوق النساء على الرجال فى القدرة على
التذوق،
الأفارقة والآسيويون على الأوروبيين في ذلك،
أيضا. والغريب انه وسط كل شعب نسبة الربع لا تقدر على ان تفرز بين ذوق وذوق. ونسبة
النصف متوسطة الذوق، ونسبة الربع من نوع "ذواقون عظماء" الذين يستطيعون
ان يميزوا الاطعمة وما استخدم من مكونات لطهيها.ويعتبر المتذوق وظيفة تتفوق على
الطباخ نفسه فليس كل طباخٍ ذواق.
ويعقد اكبر
مهرجان للطعام فى شيكاجو بولاية الينوزالامريكية..وتستخدم تلك المهرجانات للترويج
للبلد او المدينة المقام بها .. فسياحة الطعام هى احدث طرق الدعاية السياحية
والجذب فى العالم ..
فلا يوجد سائح لا يبحث عن الطبق الشعبى فى البلد الذى يزوره ولا يوجد من
ليس لديه الفضول لتجربة انواع واشكال جديدة من الاطعمة .. فعندما تنطلق الروائح
المختلفة للاطعمة معلنه بكل جرأة عن بهاراتها الخفيه .. تتدغدغ حواس المار ويسيل
لعابه وينطبق وقتها المثل القائل " ساعة البطون تتوه العقول".


 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر