حياة واحدة لا تكفى

حياة واحدة لا تكفى







حياة
واحدة لا تكفى
فاطمة عمارة
كان والدى يصحبنا كل عام
الى معرض الكتاب ننتقى من الكتب ما نحب .. فاحببت الكتب والقراءة .. وبدأت اقراء
فى سن صغيرة حتى اصبحت التهم الكتب التهاما.حاولت ان اطبق ما قام به والدى مع
ابنائى .. وانتصرت علّى التكنولوجيا الحديثة.
بحثت عن الاسباب ونظرت فى
الاحصائيات التى عكست واقع مرير .. فالمواطن العربى يقراء  لمدة 6 دقائق فى السنة وما يُطبع من الكتب لا
يتجاوز 17 الف كتاب سنويا ،والكتب الاكثر مبيعاً فى معارض الكتب هى كتب الابراج
،الطبخ مذكرات وفضائح الفنانين والفنانات.اصبحت أمة أقراء لا تقراء.
اخرجنى من يأسى مجموعة من
الشباب محبى للقراءة انشئوا على الفيس بوك تجمع للكتب يساعدوا من يرغب فى القراءة
او يحاول حتى ان يبدأ ويقترحوا عليه الكتب ..اكتشفت ان القراءة عادت للظهور بين
الشباب وانتشرت بينهم قراءة الروايات ، بين مؤيد ومعارض منهم لهذا النوع من
القراءة .. ففى الحقيقة كل قارئ بدء بالروايات ثم انتقل الى مرحلة الكتب الثقافية
او التاريخية او غيرها .
إن اختلاف ابنائنا عن
امثالهم فى دول اوروبا وامريكا هو اختلاف اسلوب تعليم فى الاساس .. فالتعليم فى
تلك الدول يعتمد على دفع الطالب للبحث والتقصى فى المكتبة ويوفر له الوقت لذلك
..اما نظامنا الذى بدء موخراً يطلب من الطلاب بعض الابحاث كأنشطة عليها درجات لا
يتيح لهم الوقت للقيام بالبحث ويعلم كل مدرس جيداً ان الطالب على احسن تقدير سيأتى
ببحثه من على احد المواقع الاليكترونية إن لم يقم بذلك احد والديه ، وفى المستويات
الاقل يذهب الطالب الى احد مقاهى الانترنت يطلب البحث ويدفع ثمنه.
يقول كاتب العبقريات عباس
محمود العقاد " اهوى القراءة لأن عندى حياة واحدة ، وحياة واحدة لا تكفينى ،
والقراءة - دون غيرها - هي التى تعطينى أكثر من حياة ، لأنها تزيد هذه الحياة من
ناحية العمق". اذا وصل هذا المفهوم الى ابناء هذا الجيل قد يحدث تغير ولو
بنسبة بسيطة فى مفهومهم للقراءة.
لا يهم نوع الكتاب الذى بين
ايديهم حتى لو كان مجرد مجلة رسوم اطفال .. المهم ان يعتادوا ان يمسكوا الورق
ويقرؤا الكلام ليس من خلال شاشات كمبيوتر وهواتف نقالة.. انا لست ضد الوسائل
الجديدة فى قراءة الكتب ..ولكننا الان فى مرحلة التعويد على القراءة فى حد ذاتها
وليس مجرد حوارات اصدقاء على الفيس بوك .. فنحاول ان نفصل بين التكنولوجيا
والقراءة فى المرحلة الاولى وبعد ذلك فليقراؤا كما يشائوا باى وسيلة كانت.

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مبروك.. معلش.. يا دى النيلة - الأهرام اليومي

حكم الهوى

إبن تائه وأب حائر